وقفات مع المعارضة الكويتية

زاوية الكتاب

كتب 864 مشاهدات 0


قال تعالى على لسان يوسف عليه السلام.

( قاَلواْ أَإِنَّكَ لَأَنتَ يُوسُفُ قَالَ أَنَاْ يُوسُفُ وَهَذَا أَخِي قَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا إِنَّهُ مَنَّ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ قَالواْ تَاللَّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنَا وَإِن كُنَّا لَخَاطِئِينَ قاَلَ لاَ تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ)

بعد أن انتهت انتخابات مجلس الأمة 2012 وفاز من فاز وانتصر أمير البلاد لإرادة الشعب وذلك بحل مجلس الأمة 2009 واستقال رئيس مجلس الوزراء الشيخ / ناصر المحمد الصباح ، وتم تعيين رئيس وزراء جديد ألا وهو الشيخ / جابر المبارك الصباح.

وبعد أن عقدت أول جلسة لمجلس الأمة2012 وصوتت الحكومة لصالح الرئيس الجديد / أحمد السعدون ومدت الحكومة الكويتية يدها لمجلس الأمة وذلك عن امتناعها عن التدخل في إنتخابات  اللجان لمجلس الأمة.

وبعد أن مكن الله للمعارضة الكويتية مجلس الأمة بأغلبية لم تحلم بها، كان عليهم أي المعارضة والتي أصبحت أغلبية أن يتجاوزوا عما حصل لهم ويفتحوا صفحة جديدة ويدسوا على جراحهم قليلاً وينظروا للمستقبل ولا أن يظلوا أسرى لأحداث الماضي ويقدموا برنامج متكامل ويحاولوا أن يكسبوا السلطة ويهدأو قليلاً من الإحتقان السياسي ويخفضوا الصوت العالي.

لكن للأسف حصل عكس كل ذلك فهم أي الأغلبية نكأوا جراح الماضي وأبوا إلا أن يعيشوا على ذكرى الماضي ففتحوا ملفات الإيداعات المليونية والتحويلات وطبعاً هذا حق ومطلب حيث أن هذا كان وعداً منهم لناخبيهم ولكنهم لحاجةً في نفوسهم بدأو ببتسريب المعلومات من ملفات التحويلات محاولةً من لتشويه صورة الرئيس السابق لذلك هم اقتطعوا جزءً من هذه التحقيقات.

واستمروا على نفس وتيرة الحملة الإنتخابية من الوعيد والتهديد لكل من يعارضهم فضلاًً عن الإنتقائية في رفع الحصانه عن بعض النواب ، عدا الهمز واللمز بالسلطة والحكومة وغيرها.

وكان التخبط واضح حيث انعدم التنسيق بينهم في قضية تقديم الإستجوابات مع أنه لم يقدم سوى إستجواب واحد من الأغلبية ولكن لم تخلو تصاريحهم من التهديد بالإستجواب بين الحين والآخر.

ولم يكتفي الأغلبية بذلك بل حاولوا تقويض صلاحيات القضاء الذي إن حكم لصالحهم فهو نزيه وإن كان الحكم ضدهم فهو مخترق بل إن الأمر تعدى إلى التعدي على بعض صلاحيات أمير البلاد ومحاولة تقليصها.

وياليت الأمر وقف عند ذلك بل تستر بعض نواب الأغلبية بحصانتهم وقاموا برمي بعض أفراد الأسرة الحاكمة بإتهامات بدون أدلة وتحدي واضح للأسرة الحاكمة وغيرهم من المواطنين وترديد كلمة نحن شركاء بالمال والحكم ولا أعرف كيف نحن شركاء بالمال والحكم فالدستور فصل بين الأسرة الحكامة والشعب .

 

لماذا لم تمد يدها الأغلبية للحكومة الكويتية بدل أن يصيبها الغرور بسبب الأحداث الأخيرة ويعيشون نشوة النصر لمدة ستة أشهر!

وخصوصاً أن القيادة السياسية إستجابت لرغبة الشعب والنواب لحل مجلس الأمة وتكليف رئيس وزراء جديد في حين أن أعضاء مجلس الأمة لم يستجيبوا لرغبة القيادة السياسية في التهدئة والنظر إلى الأمام ونسيان الماضي!

ثم ختم الله تعالى بسورة يوسف ( رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَنتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ ).

 

الإنتقام والتشفي لا يعطي الإنسان الفرصة للتفكير في المستقبل وبناء نفسه والأوطان وذلك أنه سوف يدور على نفسه.

 

مطر فالح المصيريع

الآن - رأي: مطر المصيريع

تعليقات

اكتب تعليقك