الى اين تسير الامور؟! ومن يطفئ النار المستعرة؟! فاطمة البكر متسائلة

زاوية الكتاب

كتب 948 مشاهدات 0


القبس

وهج الأفكار  /  من يطفئ اللهيب المستعر؟

فاطمة عثمان البكر

 

تشهد البلاد موجة «حارة»، والحر ليس جديدا علينا، فهذا هو جونا الذي اعتدنا عليه واعتاد علينا، إلا ان هذا الجو طرأت عليه «مستجدات» لتزيد حرارته ضراوة، ففي اوقات تكاد تكون مقاربة شبَّت حرائق في مناطق محددة بذاتها، وفي اماكن محددة بذاتها، فتهرع فرق الاطفاء لتخمد الحريق حتى اصبحت مثل «لعبة»، او تصوير مشهد سينمائي او مسلسل دفع ثمنه ذلك الفريق الذين يمكن ان نطلق عليهم لقب «فوارس النار والشرار» الابطال الذين لم يتوانوا لحظة في اداء دورهم، الذي جنب البلاد والعباد ذلك الشرار المستطير بشجاعة واخلاص، نقف لهم إجلالا وتقديرا.

تنفسنا الصعداء، وبدأت طلائع العطلة الصيفية للابناء، وبدأت معها بشائر الاسترخاء، استعدادا للسفر جوا او بحرا الى مراتع الراحة والاستجمام، او الاسترخاء في الوطن، كما يفضل بعضهم في هذه الفترة، وكل وفق ظروفه وتخطيطاته.

وعلى الرغم من كل الاحتياطات والمحاولات لتجنب تعكير صفو هذه الفترة الحرجة من عمر الزمان، وعلى الرغم من محاولة تطبيق قول الشاعر الكبير ايليا ابوماضي «أريحوا أهل العقول العقولا»، فإنه حدث ما لم يكن في الحسبان، فشق هدوء هذه الليلة الصافية لتصحو على صبح رهيب بــ «الحكم التاريخي» المتعلق بمجلس الامة من المحكمة الدستورية! أذهل الجميع، وقلب الاوضاع رأسا على عقب، ودخلت البلاد في موجة لم يسبق لها مثيل، وبعيدا عن الخوض في الحيثيات القانونية، فنحن لا نعرف عنها شيئا، بل اننا نحترم القضاء، فللقضاء شرعيته وهيبته، فالسلطة القضائية لا يتجرأ كائن من كان ان يعترض على قراراتها، وهذا امر مُسلّم به.. الا ان التساؤلات وخلق جو من البلبلة وجو من الاضطراب ساد الساحة السياسية، دخلت البلاد في «مأزق تاريخي» لم يسبق له مثيل، الكل يتوجس، ينتظر التحليلات والتعليقات، الفعل ورد الفعل، الذي اصبح العنوان البارز في حياتنا السياسية، مشهد دراماتيكي لا تُعرف نهايته، اختلطت الاوراق، فالجديد اصبح قديما، والقديم اصبح جديدا. حالة من الاضطراب لم تشهد لها البلاد مثيلا!

قدرنا اليوم ان نعيش صيفا على سطح صفيح ساخن، رغم حرارة الجو، حر على حر، وجمر على جمر، وألسنة لهيب تعلو الجو تصاحب وتؤنس الغبار العالق في وحدته.

مضحك مبكٍ، وضحكنا اليوم هو ضحك أقرب للبكاء، ويظل السؤال الحائر اليوم: مجددا؟!

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك