مرسي أول رئيس مصري شعبي.. هذا ما يراه سلطان الخلف

زاوية الكتاب

كتب 845 مشاهدات 0


الأنباء

فكرة  /  مرسي أول رئيس مصري شعبي

سلطان الخلف

 

بعد إعلان نجاح مرسي في انتخابات الرئاسة على منافسه شفيق نستطيع القول ان الشعب المصري ولأول مرة في تاريخ مصر الحديث يختار رئيسه بمحض إرادته وبطريقة نزيهة بشهادة العدو والصديق وإنه يسير وبإصرار في طريقه الصحيح نحو إقامة دولة تحترم إرادة شعبها ولن يكون هذا الطريق مفروشا بالورود شأنه في ذلك شأن كل الثورات التي خاضتها البشرية بعد معاناة مزمنة، والتحديات التي سيواجهها الرئيس مرسي كأول رئيس منتخب بعد ثورة 25 يناير ستكون عصيبة وشاقة وعلى رأسها نقل السلطة من المجلس العسكري إلى حكومة مدنية شعبية وهي الخطوة الأولى التي تبدأ عندها عمليات الإصلاح وإعادة بناء الدولة المصرية بعد سنين طويلة من الإخفاقات السياسية والاقتصادية، وسيعيش الرئيس فترته الرئاسية مراقبا تحت الأضواء المحلية والعالمية كونه محسوبا على تيار إسلامي شعبي محارب من قبل السلطة ويرأس أكبر دولة عربية تتمتع بثقل سياسي بعد سقوط رئيسها الذي كان يعادي التيارات الإسلامية ويتمتع بدعم غربي وتربطه بإسرائيل صداقة حميمة وبناء على ذلك فمن المتوقع أن تعمل إسرائيل على إثارة المشاكل مع الرئيس المصري الجديد الذي يفترض أن يضع مصلحة بلده فوق كل اعتبار ويرى أهمية مراجعة اتفاقيات السلام معها من ذلك المنطلق أو الاتفاقيات التجارية كاتفاقية شرائها للغاز المصري بثمن زهيد وأقل بكثير من السعر العالمي، وربما ستثير إسرائيل المشاكل من جديد مع قطاع غزة لجس نبض الرئيس وإحراجه أمام التزاماته باتفاقيات السلام معها أو التزاماته الدينية أو على أقل تقدير الإنسانية التي تحتم عليه إغاثة القطاع الذي يعيش سكانه حياة بائسة تحت الحصار الإسرائيلي.

ويبدو أن الرئيس مرسي قد استعجل في دعوته استعادة العلاقات مع إيران من أجل تحقيق توازن استراتيجي حيث تعيش إيران حياة شبه معزولة عن العالم الخارجي وتعاني من عقوبات دولية مفروضة عليها وتمر بعلاقات متوترة مع غالبية الدول العربية ودول الخليج على وجه الخصوص بسبب تورطها في أحداث البحرين ودعمها لبشار بالمال والسلاح والوقود في قمع ثورة الشعب السوري بكل وحشية ولا أدري كيف يتم تحقيق توازن استراتيجي في المنطقة مع دولة غارقة بالمشاكل مع الداخل والخارج وعلى حساب حياة الشعب السوري؟ التحديات عديدة أمام الرئيس مرسي بين داخلية وخارجية وعليه أن يثبت أنه على قدر المسؤولية وأهل للثقة التي منحها إياه الشعب المصري لكن على افتراض أنه سيتمتع بكامل صلاحياته كرئيس وكما لو أن الإعلان الدستوري غير موجود.

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك