كل هم الحكومة اليوم هو اطفاء الحرائق!.. د. شملان العيسى مستنكراً

زاوية الكتاب

كتب 915 مشاهدات 0


الوطن

ملتقطات  /  من ينقذ الاقتصاد؟

د. شملان يوسف العيسى

 

في الوقت الذي ينشغل فيه السياسيون في الحكومة والمجلس في معالجة قرار المحكمة الدستورية الاخير، برزت على السطح مشكلة جديدة وهي انخفاض اسعار النفط حتى وصلت الى 87 دولارا، المشكلة أن لا احد في الحكومة او النواب طرح تساؤلا كيف يمكن التعامل مع استمرار انخفاض اسعار النفط..؟ بمعنى آخر ما هي الخطوات التي على الحكومة اتخاذها لتفادي الافلاس او سحب اموال الاحتياطي العام؟
لست متخصصا في الاقتصاد لكن متابعتي المستمرة للسياسات التي تتخذها الدول المتقدمة في اوروبا او الولايات المتحدة لتفادي الركود الاقتصادي او الافلاس تستحق منا الاستفادة من تجاربهم.. اولى الخطوات التي نقترح اتخاذها هي تخفيض الانفاق، فقد ذكرت لجنة الكويت الوطنية للتنافسية في تقريرها: تقرير الكويت للتنافسية لعام 2012/2011 يؤكد تزايد الانفاق الحكومي في المرتبات من 1060 مليون دينار في السنة المالية 2001/2000 الى 4428 مليون دينار وفقا لتقديرات مشروع الميزانية عن السنة المالية 2012/2011 اي نحو اربعة اضعاف تقريبا.
ماذا عن زيادة المرتبات وزيادة التعيينات وإقرار الكوادر المختلفة.. ماذا ترتب عنها؟ حدثت قفزة كبيرة في الانفاق على هذا الباب فخلال المدة من 2002/2001 حتى 2012/2011 تزايد الانفاق على المرتبات بمعدل %14.3 سنويا في المتوسط.
في الدول المتحضرة تتخذ حكوماتها سياسات صارمة لتقليص سياسات الدعم الحكومي.. نحن في الكويت زاد الانفاق على المستلزمات السلعية والخدمات من 3035 مليون دينار في عام 2001/2000 الى 3664 مليون دينارفي ميزانية 2012/2011 عموما بلغ معدل الانفاق على هذا الباب %23.6.
لا يتسع المجال هنا للاسهاب اكثر في ابراز ما ذكره تقرير الكويت للشفافية.. لكن ما يهمنا هنا هو انه لا توجد جدية او حتى تفكير لتخفيض الانفاق باتخاذ سياسات اقتصادية صارمة، فالمسؤولون في الدولة سواء في الحكومة او المجلس لا يهتمون كثيرا بالاقتصاد ولا يفكرون بشكل جدي في تنويع مصادر الدخل.. كل هم الحكومة اليوم هو اطفاء الحرائق والمشاكل السياسية اليومية.. فلا احد مع الاسف يفكر بقضايا المستقبل على جميع المستويات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية.. هنالك شباب ورجال جادون يدلون برأيهم وافكارهم لإنقاذ بلدهم من الغرق في كل المجالات، لكن لا احد يسمع ولا احد يستفيد ولا احد ينظر لقضايا المنطقة والكويت بمنظور مستقبلي، والجميع عايش على بركة الله.. والله يستر من القادم.

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك