كيف نطالب بحريات الشعوب ونقمع الأوطان؟!.. نرمين الحوطي متسائلة

زاوية الكتاب

كتب 646 مشاهدات 0


الأنباء

محلك سر  /  قراءات سياسية

د. نرمين الحوطي

 

الكل أصبحت له قراءات سياسية خاصة به، والجميع أصبحت له اتجاهات مختلفة ومضادة، ويبقى السؤال الذي يطرح نفسه بين تلك الاتجاهات وتلك القراءات: بأي عين تقرأ السياسة؟

من هنا تكمن المشكلة، ومن هي العين التي تكتب ما يقرأ من الساحة السياسية، فإذا قمنا بقراءة سريعة للساحة السياسية سواء أكانت خارجية أو داخلية لوجدنا القراءات والاتجاهات جميعها تفقد كلمة «وطن»؟ وأصبحت الاتجاهات والقراءات تقرأ من خلال أجندات تحت مظلة «شعوب»، والسؤال هنا الذي ينبع من فقدان كلمة «وطن»: كيف نطالب بحريات الشعوب ونحن نقمع الأوطان؟

ان الشعوب عندما تطالب بالحرية والمساواة لابد أن تكون أوطانهم مستعمرة، ولكن ما يحدث اليوم عكس ذلك نجد الكل يطالب بالحرية مع العلم أن أوطانهم تسود على أراضيها وسمائها «الحرية»، ومن هنا وجب علينا أن تتغير قراءاتنا السياسية لهم، بل أتى الوقت لأن نكون درعا بشرية أمام اتجاهاتهم المدمرة التي أصبحت تتغلغل في مجتمعنا إلى أن زرعوا الوهم في مستقبل أوطاننا بالقمع والظلم وأصبحت أجيالنا تقرأ سياسة أوطانهم من خلال قراءات ذاتية.

في البداية لابد علينا من الاعتراف بأن «حرية الفرد تأتي من حرية الوطن» فنحن والحمد لله أحرار ولسنا مستعمرين كما يدعي البعض تحت شعار «حرية الشعوب»، ان من يدعي ذلك لا ألقي عليه اللوم لأنه ـ للأسف الشديد ـ يعاني من الاستعمار الذاتي والشعور بالقهر لذلك أنصحه بالعلاج النفسي وهذه ليست قضيتي لأنه يوجد الكثير من أساتذة الطب النفسي يقدرون على معالجة تلك الأنماط المريضة، ولكن قضيتي اليوم ولومي على من يسمع ويقرأ ويصمت دون أن يردع تلك الأفواه عند الإساءة للوطن، فأين ثقافتنا وفكرنا وأقلامنا ممن ينشرون سياساتهم الذاتية؟

حان الوقت أن نكون درعا بشرية لتلك الشخوص المريضة وأن نقوم بنزع شبابنا ومستقبل أوطاننا من عباءاتهم وتحريرهم من أفكارهم المدمرة ونغرس فيهم أن القراءات السياسية التي لابد أن يكون هدفها الوطن لأن الوطن يعتبر الأم التي تجمع ولا تفرق، وأن سياسة الأوطان لابد ان تحتويها الأم التي للأسف أصبح البعض يفتقدها ممن يدعون حريات الشعوب وهم بالأساس لا يعلمون ما معنى شعوب؟ ان قضيتنا اليوم هي مستقبلنا الذي لابد أن نحميه من أياد لا تعرف معنى الوطن، لابد الآن أن نبدأ مرحلة جديدة من أجل أجيالنا إذا أردنا الوطن، وإذا قمنا ببناء الوطن فاعلم أنك سوف تبني شعبا عظيما، فلتكن تلك قراءاتنا السياسية وهي: الشعب للوطن والوطن للشعب.

كلمة وما تنرد: «ها هي الحرب اشعلوها.. فرحماك إلهي بالأمة العربية» (فهد العسكر).

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك