مخرجات الدائرتين الرابعة والخامسة كابوس مرعب.. بنظر مبارك العنزي

زاوية الكتاب

كتب 1087 مشاهدات 0


الأنباء

حديث المدينة  /  يا اهل الرابعة والخامسة.. شدوا حزامكم..!

م. مبارك عبد الرازق العنزي

 

«مجلس منحل.. سقوط عضوية.. دعوة مجلس سابق.. محاكمة أعضاء.. احتقانات سياسية» هذه حالات قائمة ولا نستطيع تغليفها وتستدعي منا التفكير مليا في تداعياتها وظروفها ولعل هناك من أشار إلى أن السبب الحقيقي في حل مجلس الأمة هو «الإيداعات المليونية وفتح ملفات الفساد المستشرية في بعض أجهزة الدولة» علاوة على عدم دستورية مجلس 2012 من خلال حكم المحكمة الدستورية ومن هنا يجب ألا نعلق أو نخوض في حيثيات الحكم الدستوري احتراما وتبجيلا للقضاء حتى إشعار آخر ليتسنى معرفة ثغرات الحكم من قبل الخبراء الدستوريين ورجال القانون، ومن هذا المنطلق يجب أن نضع النقاط على الحروف لنحقق الحد الأدنى من الطرح المنهجي والقراءة المنطقية للبعد السياسي الداخلي.

أنا أجزم بأن تركيبة مجلس 2012 الحديدية أزعجت الحكومة والأيادي الطولى وأصحاب النفوذ في أجهزة الدولة ولا تكاد قضية مفصلية إلا وتجد الأغلبية قد أجهزت عليها لمعرفة أبعادها وحقائقها والعمل على تقريب الصورة لدى الشارع الكويتي، فقد أثبتت كتلة الأغلبية (مع التحفظ على الأولويات) رغم قصر المجلس مرانها ومرونتها من خلال إقرار 11 قانونا و7 قوانين بمداولتين ورد الحكومة 2 منها و4 قوانين مداولة أولى إضافة على تقديم 494 اقتراحا و1072 سؤالا و623 اقتراحا برغبة وقبل التصويت على قوانين الفساد وإصلاح القضاء بيوم واحد تم صدور حكم المحكمة الدستورية ليزيد من أجواء التوتر والتصعيد احتقانا ليتماشى مع انعكاسات استجوابات سابقة ولاحقة. وعبر هذا السرد الطويل إلا أن الحديث عن إفرازات الدوائر الخمس أصبح هاجسا حقيقيا في أجندة الجانب الحكومي (ما لم يطرأ تغيير في الدوائر)، وهنا أشيد بقوة وصلابة المرشحين في الدوائر الانتخابية الأولى والثانية والثالثة الذين اصطفوا مع هيكلة الأغلبية فكانوا نعم المعين والمشرع، فهم من خاضوا معارك شرسة ونوعية وفريدة حتى وصلوا إلى قبة البرلمان، فحصد المراكز الأولى لم يكن صدفة ولا تكتيكا مبطنا بل إرادة وحقيقة فرضت نفسها على قناعات الناخبين وكيف أخذت طابعا مغايرا.

ولكن بيت القصيد يكمن وبكل أمانة في الدائرتين (الرابعة والخامسة) مع احترامنا لإخواننا المرشحين في باقي الدوائر الانتخابية، فالحديث عن هاتين الدائرتين أصبح من ركائز الملامح النيابية فمخرجاتها أصبحت كابوسا مرعبا، فقد مورس في حقها أبشع أساليب البخس الإنساني! والأمس ليس ببعيد عندما توجهت القوات الخاصة للمنطقة العاشرة لتقتحم بيوت منطقتي الصباحية وجابر العلي وضرب المواطنين وسحلهم في الشوارع! والتوجه مباشرة إلى المنطقة الرابعة لتعيد نفس المسلسل بكامل تفاصيله! وإقحام بعض وسائل الإعلام الفاسد لمحاولة التقليل من وطنيتهم، وتوجيه أصابع الاتهام على أنهم أعداء السلطة وأنهم مزدوجو الجنسية وتنقسم ولاءاتهم وانتماءاتهم على بعض دول الخليج والكثير الكثير من التهم البالية! ومن هنا ينطلق السؤال: لماذا الخوف من إفرازات الدائرتين الرابعة والخامسة والعبث بمقدراتهما؟ الجواب: لأن كلتا الدائرتين منسجمتان في العطاءات الانتخابية، ولأنهما نفس الفصائل العرفية والعرقية التي تحاكي النبض الوطني المؤصل والمثالية الصادقة دون تعكير أو تفريط والقدرة على توحيد الكلمة تحت مظلة الفريق الواحد، والإحساس الفعلي بأن هناك خطرا يحدق بها! إن هذه الانسيابية بالرغم من صلاحية مخرجاتها، إلا أنها مصدر من مصادر الانزعاج لدى الحكومة، لأنها تحمل في طياتها الإصلاحات التي تقلل من أهداف المتنفذين والقائمين على رعاية المال السياسي! الذي جير ومازال يجير على بعض الكتل تحت بندي الأهواء والرؤى الدخيلة فكل مكيدة تتدحرج في طريق الدائرتين تتشكل أمزجة من الإصرار والاستذباح على إخراج من هم أكفاء لتمثيلهم تحت قبة عبدالله السالم، فالجراح لم تندمل، والحقوق لم تكتمل، والحرب الإعلامية المبطنة لم ولن تنتهي! إلا أن تعي الحكومة أهمية المواطنة والتركيبة السكانية الكويتية، وأن الكويت للجميع دون إقصاء أو تمييز!

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك