إقبال الأحمد تنتقد وقوف السلطة التنفيذية متفرجة على انتهاك صلاحياتها

زاوية الكتاب

كتب 938 مشاهدات 0


القبس

خصام السلاحف

إقبال الأحمد

 

زوجان من السلاحف ينهيان علاقة دامت اكثر من قرن.. في حديقة نمساوية للحيوانات هناك زوجان من السلاحف عاشا منسجمين آخر انسجام اكثر من 30 سنة، ولكن دون سبب معروف يبدو انهما تشاجرا وابتعدا عن بعضهما.. وذكرت الاخبار ان السلحفتين «بيب» و«بولدي» البالغين من العمر 115 سنة انفصلا بعد ان قضمت الاولى قطعة من صدفة الثانية.

الجميل في الموضوع ان الحديقة عينت طاقما للبحث في اسباب هذا النفور ومحاولة اعادة السلحفتين الى التعامل مع بعضهما وان يتمكنا من اعادة الانسجام مجددا.. والمصالحة.

اذا ما نجح هذا الطاقم في اعادة الود والانسجام الى السلحفتين فانا اقترح على من هو في موقع المسؤولية عندنا ان ينتدب طاقما لاعادة الانسجام ما بين السلطتين التشريعية والتنفيذية في بلادنا بعد ان حل بهما ما حل للسلحفتين من نفور.. حتى وصل الحال الى قضم السلطة التشريعية لاكثر من نصف غطاء السلطة التنفيذية، بدليل محاولات وضع اليد على كثير من صلاحيات السلطة امتدادا لصلاحيات أكبر.

فالصدفة التي قضمتها السلحفاة الاولى «بيبي» من ظهر «بولدي».. لاشك انها ستكشف ظهرها وتعرضها لكثير من الصدمات التي لن تستطيع تحملها مقارنة بالوضع في حال وجود الغطاء الصلب الذي كان يحميها سابقا.

بالضبط ما يحصل عندنا اليوم هو تماما كقصة السلحفتين.. فغطاء ظهر السلطة التنفيذية الذي كان صلبا يوما من الايام وكان يحميها من كل الظروف والمتغيرات.. بدأ يتعرى ويتقلص بفضل حالات القضم التي يمارسها اعضاء الاغلبية (سابقا) في مجلس الامة.. والتي يبدو ان السلطة التنفيذية لم تتعرض الى ضربة قوية تشعر بعدها بالالم ينخر عظامها.. ويهز كيانها.. لذا فهي تقف متفرجة على ما يبدو لهذا الانتهاك الصارخ لصلاحياتها وحقوقها.

هل نحتاج الى نكبة او انفجار او ثورة او هزة حتى تشعر السلطة التنفيذية ان جزءا مما كان يحميها لم يعد موجودا، وان الاوان قد فات لتحمي نفسها؟

سؤال مشروع ومنطقي.. ولا يستطيع احد ان ينفي احتمالية وقوعه مع أي أغلبية!

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك