الحل في معاقبة القيادي والنائب والشيخ الفاسد الطائفي.. هكذا يعتقد الخرافي

زاوية الكتاب

كتب 1237 مشاهدات 0


القبس

أتاني غاضباً ثائراً حانقاً

خليفة مساعد الخرافي

 

أتاني غاضبا ثائرا حانقا متذمرا مستنكرا شاكيا محتدا صائحا، فأجبته: هوّن عليك، ما سبب امتعاضك وثورتك؟ فأجابني: لقد بلغ السيل الزبى ولم نعد نحتمل.

ان اجدادنا وآباءنا نجحوا قبل اكتشاف النفط في صحرائنا ان يبنوا وطنا آمنا منتعشا زاهرا اقتصاديا بفضل همة رجاله، منهم من خاض عباب البحر واهواله، إما للغوص بحثا عن اللؤلؤ، أو لنقل البضائع والتمور من البصرة الى سواحل الهند وافريقيا واستيراد البضائع المتنوعة، وقد كانت الكويت مركزا ماليا وتجاريا واعادة التصدير الى المدن المجاورة، فقد كانت مركزا رئيسيا لتجارة اللؤلؤ الطبيعي، الذي كان مطلوبا بقوة عالمية، واكمل كلامه وقد سيطر على اعصابه قائلا: وفد على هذا الوطن المستقر الآمن هجرات من نجد وايران والزبير، ومن باديتي الجزيرة والعراق، فقد عانوا معاناة شديدة للعمل بالمهن الشاقة، بحمل الرمال لتصديرها الى عبادان من خلال حمال باشا، وكانت كمية الرمال التي يحملونها على اكتافهم ثقيلة جدا «فرخ الجلة» يقارب وزنه مائة كلغ، وتقطيع الصخور للبناء في عشيرج، وبناء اسوار الكويت الثلاثة، وفاجأني بسؤال: هل تعلم انه من خلال احصاءات تعداد السكان يتبين انه لسبب ما ازداد عدد السكان الكويتيين زيادة غير طبيعية بعد ظهور النفط في اواخر الخمسينات وبداية الستينات.

فتساءل مستنكرا: هل يعقل ان من استوطن الكويت وتشرف بالتجنيس بجنسيتها بعد ظهور النفط، وتنعم بخير هذا الوطن، وهو لا ينتمي إليها سوى من فترة زمنية قريبة جدا، انما أتى بعد ظهور النفط طالبا للرزق وافدا من دول مجاورة، ولم يكن والده قبل الخمسينات متواجدا، كيف يتصرف بعنجهية وغرور وغطرسة وتطاول ويستبيح ويهين رموزا في الدولة، ويستخف بتاريخها وتراثها بدل ان يحمد ربه ليلا ونهارا ويشكره على نعمه ان أصبح من مكونات هذا الوطن، ويشكر حكاما أكرموه وشعبا استضافه، بدل التطاول عليهم.. لا تبطروا النعمة؟

ألا يستحق هذا الوطن وحكامه وأهله الشكر لتوفيرهم لكم العيش الكريم، واتاحة الفرصة لكم للتعلم، فأصبحتم دكاترة ومهندسين وخريجين؟

واضاف متسائلا: ما الذي يجعلهم حاقدين على الحضر، هل بذنب ان اجدادهم اتوا الى الكويت منذ اكثر من مائة عام، او ان جريمتهم ان اجدادهم عملوا بالتجارة منذ ما قبل حقبة النفط؟ أو لأن آباءنا وأجدادنا بنوا مدينة مزدهرة وتاريخا مشرفا نفخر به قبل ظهور النفط؟

هل اصبح عنصريا حين أجابه وأواجه وأقف واتحدى من يحمل أفكارا معادية حاقدة رافضة لكل من ينتمي الى الكويت ما قبل النفط، متحديا متطاولا باسفاف وتحقير؟ إلى متى عنجهيتهم وغرورهم وغيهم وثقافتهم التي تعتمد على الفكر الفوضوي الغوغائي؟ هل هم ينتمون ويرغبون ان نمحو تاريخنا، وكأن الكويت بدأت بعد قدومهم في فترة الستينات، فأصبحت اغلاطهم وأخطاؤهم هي الصواب وصواب غيرهم خطأ، لقد طغوا طغيانا كبيرا، فعاثوا في الكويت فسادا، أليس هناك من هو قادر على كبح جماحهم؟

ان نجاحهم في اقصاء من ينتمي إلى حقبة ما قبل النفط ولّد غضبا شديدا لمن يرى انه هو الاحق في هذا الوطن، فيتساءل حانقا منزعجا متضايقا محبطا: كيف يتمكن من اتى بعد حقبة النفط ان يسيطر بفوضويته وغوغائيته على مقاليد الدولة ويشق ويخيط فيها، بينما من ساهم في تأسيس الكويت قبل النفط منبوذ، واصبح دوره التفرج متحسرا لما آلت إليه من سوء الأمور؟

فأجبته: لا تبنى الأوطان بردود فعل غاضبة، وحرقة قلب مقرونة بقهر، بل عليك ان تتمعن بواقع فيه من الايجابية اكثر من السلبية والألم. ان من انت غاضب اليوم عليهم أبناؤهم اليوم أحد اعمدة هذا الوطن ومكوناته بعلمهم وجدهم وعطائهم ووطنيتهم وعشقهم لوطنهم الكويت، قد لا يلام بعضهم بطرحه الحاد، فيجب على السلطة تفعيل القوانين بحزم وتشريع قوانين اخرى واصلاح وتطوير الكويت، والواجب ان يطبق القانون عليهم جميعا، سواء الشيخ او التاجر او المواطن العادي. علينا جميعا أن نحترم واقع مكونات المجتمع الكويتي اليوم، كما ان علينا جميعا ان نحترم ونفخر بتاريخ الكويت وتراثها ومن بناها وأسسها.

***

السبب الرئيسي الذي ساهم في هذه الفوضى، هو تهاون السلطة وتخبطها وضعفها، وعدم حزمها مع المخطئ المسيء الفاسد، فتدهورت الامور من سيئ الى اسوأ، والحل هو في تطبيق القانون والدراسات ومعاقبة القيادي والنائب والشيخ الفاسد المتمرد باستخدامه اساليب ملتوية بخلط الحق بالباطل، الناعقين بفتن طائفية وعنصرية بغيضة.

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك