الكويت بحاجة لـ 5 أعوام من فكر استراتيجي يديره قياديين فعالين بنظر العازمي
زاوية الكتابكتب يونيو 21, 2012, 12:59 ص 752 مشاهدات 0
الراي
وجع الحروف / التوزير الخاطئ وطبيعة الإدارة
د. تركي العازمي
قبل قرابة ثلاثة أعوام كان لي لقاء مع قطب حكومي بارز آنذاك وكان الحديث حول الوضع العام وطلب مني عرض تصوري الشخصي.
قلت في البداية، أولا طريقة التوزير الخاطئ وطبيعة الإدارة الحكومية لمنشآت الدولة غير سليمة وهي السبب في تدهور الأوضاع.
يجب على الحكومة أن تستوعب ما جاء في تقرير شركة ماكينزي العالمية وتحديدا ما طرحته من ملاحظات حول وضع القياديين وكيف ان مستوى القياديين ضعيف وبحاجة إلى تركيز الحكومة على هذا الجانب، والعمل في مؤسسات الحكومة لا تحكمه حوكمة ولا منظومة اتخاذ قرار، ولا إجراءات استراتيجية ذات أهداف محددة ناهيك عن وجوب التوافق بين السلطتين حول الأهداف المطلوب الوصول اليها... وأخذت أشرح القيادة الاستراتيجية بحكم التخصص والخبرة في القطاعين العام والخاص!
وطال الحديث في هذا الجانب وعندما بادرني بالسؤال عن طريقة اختيار الوزراء، - جبته على الفور: خاطئة؟
نحن نعلم كيف يتم التوزير... مستشار يبحث ويعرض وكتل ومجاميع تسعى لتوزير من يمثلها ومن ثم تكون هناك حسبة سياسية صرفة فيقع الاختيار على من يضمن الدعم لهم تحت قبة البرلمان وقليل يتم اختياره من باب الثقل السياسي والنفوذ الاقتصادي لضمان مصالحهم!
ان أردتم التوزير على هيئة ترضيات أو محاصصة فلن تصلوا إلى حل؟
علينا نحن توجيه النصيحة ويبقى الخيار لكم، فالمصداقية التي تعلمناها منذ عام 1985، هي الباقية ولا خير فينا ان لم نلتزم بها، فالعلم الذي درسناه نتاج أبحاث طبقت عمليا وليست من واقع نظري كما يعتقد البعض!
اذا أردنا الابتعاد عن التوزير الخاطئ، فواجب منا تطبيق الإدارة الاستراتيجية والقيادة التي تخدمها وتوجهها بحاجة ماسة لفهم الاسلوب الاستراتيجي، فالأشغال على سبيل المثال بحاجة إلى مهندس مدني، الصحة بحاجة إلى طبيب مع شهادة أو خبرة في الإدارة الطبية، والاعلام بحاجة إلى وزير مفوه يفهم علم الاعلام بشقية... وهكذا الحال بالنسبة لبقية الحقائب!
واذا أردنا تجنب حالة الاحتقان السياسي، فلابد من توفير الاساس اللازم للفكر الاستراتيجي، وذلك من خلال التعاقد مع بيوت استشارية لوضع الخطة كل حسب تخصصه ويتم ربطها مع المكتب الاستشاري الأم التابع مباشرة لسمو رئيس مجلس الوزراء، ويتم انشاء هيئة خاصة بالشفافية والنزاهة وتلقي المظالم كي لا تكون هناك مساومات بين النواب والوزراء!
انتهى الحديث مع القطب... انتهى ومنذ تلك اللحظة لم أسمع منه على الرغم من انني قلت وبالحرف الواحد «أنا على استعداد لدعمكم وبالمجان» والظاهر ان كلمة «بالمجان» لم تَلِقْ له أو ان هناك سببا آخر : الله أعلم!
تخيلوا... قرابة ثلاثة أعوام مضت وما زلنا نسير على الخطى نفسها: لا فكر استراتيجيا، لا خطة عمل محوكمة، لا صفة اتخاذ قرار، لا هيكلة جديد لمؤسسات الدولة، حتى الغرامات «بالروبية»، ولا عدالة وتكافؤ فرص... ويبحثون عن الانسجام بين السلطتين!
قد يرى البعض ان ما نطرحه هو البحث عن عالم مثالي... لم لا؟ فكثير من الدول طبقت الفكر الاستراتيجي ونجحت حتى على المستوى السياسي ولنا في الأحداث التي تجري من حولنا عبر!
نحن لانريد من الوزراء والنواب أن يتفقوا على استراتيجية تمتد لـ 50 أو 100 عام، نحن نريد على الأقل لو لخمسة أعوام منبثقة من فكر استراتيجي يدار من قبل قياديين فعالين... والله المستعان!
تعليقات