عن سواد القلب في المجتمع الكويتي.. يكتب د. سعود الحربي
زاوية الكتابكتب يونيو 21, 2012, 12:55 ص 1031 مشاهدات 0
الوطن
ديمة قلم / سواد القلب
د. سعود هلال الحربي
سبحان من فطر القلوب، وجعلها تصبغ بما تحمله حياتنا وسلوكنا، فهناك الطيب وغيره الشرير وآخر حقود أو ما يقع بين البينين وهكذا، لذلك نجد أنفسنا ايمانا منا بما يحمله قلب الانسان نصنف البشر، وفقا لخبرتنا وما يصدر عنه من عمل أو قول أو أي أثر يجعلنا ندرك حقيقته وان لم نسبرها سبرا كافيا، وهذا في أبسط الأحوال.
من الطبيعي ان لكل انسان شخصية غالبة عليه وهذا يعني وجود شيء أو صفات أخرى ولكنها لا تصل لقوة وتأثير النمط الأساسي أو العام، فقد نقول ان فلاناً طيب القلب أو ذو شخصية محببة منفتحة رقيقة المشاعر، وهذا كله صحيح ولكننا قد نجده أحيانا يخالف طبعه في مواقف معينة قد لا تتكرر، والعكس صحيح أي هناك قلب قاس لا يعرف الرحمة ولا الشفقة بل قد يكون عدوانيا يمتهن كرامة الآخرين دون احساس بمسؤولية أخلاقية أو قيمية والأخطر عندما يكون صاحب سلطة، ومع ذلك قد تصدر عنه بعض المواقف التي يلين فيها، ولكنها بالطبع لا تمحو صفته العامة والشائعة عنه كما لا يمكن غض النظر عنها واغفالها.
والسؤال الذي يحير الانسان دائما هل من شفاء للقلوب المتحجرة أو الشريرة أو القاسية؟ بل ان هناك من يشبهها بالأدران والأمراض، وهذه مسألة شغلت المهتمين في علم النفس أو الوعاظ ورجال الدين على اعتبار أنهم يقدمون النصح والارشاد للانسان حتى يكون سويا ومتوافقا مع ذاته والآخرين، خصوصا في الحالات التي يكون المعني صاحب سلطة كما قلت.
وبعيدا عن علم النفس والدراسات الخاصة بالشخصية بمفهومها الأكاديمي الجامد، أجد ان مشكلتنا دائما في حياتنا مع القلوب التي تحمل السواد، لأن هذا يتبعه أذى لنا ويزداد الأمر صعوبة عندما يكونون من ذوي التأثير الاعلامي أو السياسي أو حتى الاجتماعي، لأنهم يؤثرون بسامعيهم بل ويسلبونهم ارادتهم ووعيهم، ويصبحون منقادين لهم بشكل محزن، ولكن وهذا بيت القصيد تراودني دائما فكرة أليس لهم القدرة على التفكير في حالهم وما الذي سيبقى منهم لا حقا، فكل من على الأرض فان وهذه حكمة ربنا سبحانه وتعالى؟ ألا يدركون ان قلوبهم السوداء تجعل نظرة الآخرين لهم كلها سواد وسيرة ليست بعطرة، فلا يغررهم موقعهم وقوتهم وجبروتهم، حيث سيأتي يوم يصبحون أو يدركون أنهم لا شيء، فأعانهم الله على أنفسهم وأعاننا الله عليهم وجعل خاتمة صبرنا خيرا.
تعليقات