الأغلبية تتآمر على الديموقراطية وقد تؤدي إلى وأدها.. الجاسر منتقداً

زاوية الكتاب

كتب 688 مشاهدات 0


الأنباء

رؤى كويتية  /  صلفكم وطغيانكم هو المسيء للديمقراطية

باسل الجاسر

 

منذ صدور المرسوم الأميري بتأجيل اجتماعات مجلس الأمة لمدة شهر استنادا إلى المادة 106 من الدستور، وقادة الأغلبية ما انفكوا يطلقون التصريحات التي تتنصل من مسؤولية اضطرار صاحب السمو الأمير لإصدار هذا المرسوم، فوجدنا من يقول بأن هناك مؤامرة على الديموقراطية يقوم بها بعض المعادين لها، وان هناك من لا ينقل حقيقة الأمر للقيادات العليا، وهناك من يحرض المراجع العليا على الديموقراطية، هذا محور أساسي لتصريحاتهم، أما المحور الثاني فقد كان مستندا إلى المرسوم الذي صدر لأسباب لا تتعلق بالأغلبية لكن تتعلق بالحكومة التي تواجه استقالات، أو ان الحكومة غير قادرة على ترتيب أمورها، وما شابه وذلك من ادعاءات ليس لها ما يسندها في الواقع بل لا يوجد إلا ما يجافيها ويكذبها، فهل يعقل ان يقال مثل هذا من قبل ساسة للإعلام والشعب؟ فهل بعد كل ما فعلتموه وما زلتم تتنصلون من حالة الاحتقان وعدم الاستقرار التي وصلت إليها علاقة السلطتين التشريعية والتنفيذية؟ وهل نسيتم أنكم عزلتم وزيرين وهناك اثنان آخران على قائمة الانتظار وكل هذا خلال ثلاثة أشهر؟ وهل نسيتم إنكم تركتم الأولويات التي وعدتم الناخبين بها ومنها قوانين مكافحة الفساد، قانون كشف الذمة المالية، وقانون الوحدة الوطنية ومعاقبة المسيء لها، واثبات قضيتي القبيضة والتحويلات؟ والاهم من كل هذا التنمية التي أوقفتم عجلاتها بقوة القانون عندما رفضتم إقرارها لسنة 2012-2013 وإصداركم توصية وقف مشروع محطة الزور الكهربائية، ورفضكم حتى مناقشة أسباب خسارة «الداو» التي ألمت بالشعب الكويتي وتكتمكم عليها؟ كل هذا تركتموه وذهبتم تسابقون الريح لإقرار قوانين خلافية لا ضرورة للاستعجال بها مثل قانون المحكمة الدستورية، قانون تنصيب القياديين، قانون إنشاء وتنظيم الهيئات السياسية «الأحزاب»، هيئة الفتوى، هيئة الاتصالات، نقل تبعية الإدارة العامة للتحقيقات من وزارة الداخلية إلى النيابة العامة الذي يرفضه مجلس القضاء، التعديلات على اللائحة الداخلية لمجلس الأمة، وبعد كل هذا يقولون «لسنا مسؤولين عن صدور المرسوم». يا سادة لقد تركتم ما يحتاجه الشعب والوطن ووعدتم به في ساحة الإرادة وأثناء حملاتكم الانتخابية وقفزتم الى ما لم تتحدثوا عنه وليس من الأولويات أو الضروريات وذهبتم لإلى ما هو ثانوي مختلف عليه، بل أكثره يؤدي الى الفتن وتفتيت المجتمع، وبعدها تتنصلون من المسؤولية وتتحدثون عن مؤامرة على الديموقراطية!

وحقيقة الأمر ان صلفكم وطغيانكم وغروركم الذي انعكس على كيفية ما تناقشون وتقدمون وتؤخرون به القضايا وممارستكم الفجة للإقصاء وتوزيع المنح على أتباعكم «المستشارين» وما قمتم به من إرهاب للحكومة وتعويق عملها ومحاولة ابتزازها بتسعة أو ستة مقاعد وهجمتكم الأخيرة على القضاء وازدرائه ومحاولاتكم الحثيثة لإرهابه، هذه الممارسات الغريبة هي التي أدت الى صدور المرسوم وهي التي تتآمر على الديموقراطية وتكره الكويتيين فيها بل قد تؤدي الى وأدها «لا قدر الله».

أقول يا سادة اتقوا الله في الوطن وأهله وتصدوا للأولويات واتركوا الأمور الهامشية والمختلف حولها واذهبوا الى ما يتوافر له إجماع وطني، واتركوا الغرور والطغيان وخففوا من عليائكم وتواضعوا لله ولخلقه، واحترموا الرأي الآخر ولو كانت تمثله أقلية، ولديكم الكثير من الوقت في ظل وفرة مالية غير مسبوقة ولديكم فرصة تاريخية لتحقيق انجازات تاريخية تحفر أسماءكم بأحرف من نور ان حققتموها للكويت وأهلها، وأقول للنواب المستقلين المنضوين تحت قيادة الأغلبية ما علاقتكم بالمقاعد الوزارية؟ فهم كتل وأحزاب وسيحققون منها المكاسب، فما علاقتكم بهذه المطالب التي لا علاقة للمصلحة الوطنية بها وسيحققون منها المكاسب على ظهوركم ان تحققت، وان أدت الى حل مؤقت أو دستوري فإنكم ستتحملون معهم دفع الثمن أمام الله والوطن والشعب الكويتي. وأخيرا أقول لمن انتخبهم هل ما يقوم به هؤلاء هو الذي تريدونه للكويت وأهلها من وقف للتنمية وحماية للفاسدين من أتباعهم في خسائر الداو؟ هو ما تتمنونه وتريدونه للكويت، أجيبوا عن هذا السؤال بضمائركم وعقولكم وبعيدا عن عاطفتكم، فإن كانت الإجابة بـ«نعم» فهو قراركم وأمركم وربكم حسيب رقيب، ولكن ان كانت الإجابة بـ «لا» فعليكم واجب وطني بإيصال رسالة الرفض لمن انتخبتموه على اقل تقدير، فهل من مدكر؟

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك