ماضينا جميل وليته يعود.. د.نايف العدواني متمنياً
زاوية الكتابكتب يونيو 17, 2012, 1:10 ص 925 مشاهدات 0
الشاهد
ماض جميل وليته يعود
د. نايف العدواني
الماضي لن يعود وإن كنا نتمنى ان يعود، لانه جزء من وجودنا وتاريخنا بذكرياته الحلوة والجميلة وقيمه السامية وعاداته الراسخة ففي الماضي كان الاقتراب من هاتف المنزل محظوراً وممنوعاً الا على الأولاد فقط دون البنات، واذا رن الهاتف تتعالى اصواتهم بالأمر من بعيد ألا يرد احد او ما حد يرد، فهذا الجهاز الساحر ارتبط بمفهوم الاخلاق والحياء، وكان اقتراب البنات منه يمثل خروجهن الى الشارع دون غطاء رأس او عباية من حيث درجة الجرم والعقوبة، في الماضي كان اقصى ما يمكن ان يشاهده الصغار في التلفزيون برنامج افتح يا سمسم ومغامرات سندباد والرسوم المتحركة توم وجيري، في الماضي كان الأب عملاقاً كبيراً فنظرة من عينه تخرسنا وتفرض النظام والسكينة في المنزل، وضحكه او غشمرته لنا تطلق اعياداً في البيت، وصوت خطواته وهو قادم للمنزل او داخل الى الغرفة تكفي لان نستيقظ من عمق السبات ونقوم لنصلي معه الفجر، في الماضي كانت المدرسة تبعد بضعة كيلومترات من المنزل وقريبة لدرجة اننا نتمشى اليها كل صباح كأجمل نزهة، لنعود منها كل ظهيرة مشياً كما ذهبنا دون أن نحتاج الى باصات او سيارات مكيفة لتوصلنا للمدرسة وكنا لا نخشى على انفسنا، ونحن نتجول في الشوارع والأحياء »الفرجان« ونمر في »السكيك« لنتوقف لشراء شراب الفيمتو المثلج او البيبسي ونعود للبيت بملابس قد تبقعت من قطراته، وفي الماضي لم تكن هناك جراثيم على عربات التسوق، ولم نعرفها في ارضيات البيوت المكسوة بالكاشي والآجر، ولم نسمع عنها في اعلانات التلفزيون، ولم نكن بحاجة لسائل معقم ندهن به ايدينا لكي لا نمرض لاننا نملك المناعة وصحة الجسم، في الماضي كان للأم سلطة وللمعلم سلطة وللمسطرة الخشبية سلطة، نبلع ريقنا أمامها وهي وان كانت تؤلمنا لكنها جعلتنا نحفظ جزء عم وجدول الضرب واصول القراءة وكتابة الخط العربي ونحن لم نتعد التاسعة من العمر، في الماضي كانت الشوارع بعد العاشرة مساء تصبح فارغة وكانت النساء يمكثن في بيوتهن ولا يخرجن ابداً في المساء وكان الرجال لا يعرفون مكاناً يفتح أبوابه ليلاً سوى المستشفيات والمطار، في الماضي لم تكن الحكومة تسمح بنشر مجلات وجرائد اعلانات، تكبير وتصغير العورات والمنشطات الجنسية ومواد تحويل الجياكر الى غزلان لان الرجال كانوا رجالاً من دون منشطات والنساء كن غزلاناً بعفتهن وطهارتهن، في الماضي كان النقاب غريباً وكان الستر في الوجوه الطيبة الباسمة والبريئة وكنت ابواب البيوت مشرعة للجيران، وكانت صواني الطعام تدور كل ظهيرة بين المنازل وفي السكيك، في الماضي لم يكن الاب متعلماً ولا الأم مثقفة، وكان الصغار ينجحون دون مدرسين خصوصيين، ويحققون نتائج كبيرة ومعدلات عالية في المدارس الحكومية، فلم تكن هناك مدارس خاصة تدرس فساد الأخلاق بالعربي والغربي، في الماضي كان للحياة عطر واريج وكانت الحياة الاجتماعية اكثر طيبة ومليئة بالفرح، في الماضي كان هناك حياء وكان هناك حلال وحرام وكان هناك أدب واخلاق وكان وكان، ما اجمل قلوب ونفوس تلك الأيام ويا ليتها تعود؟
ملاحظة:
هذه الخواطر الجميلة ارسلها لي الزميل المحامي اسامة عبدالاله الاصبحي من اليمن وحثني على نشرها ففعلت ابراء للذمة.
تعليقات