عن 'العدساني' والتجار الحرامية.. يكتب حسين الراوي
زاوية الكتابكتب يونيو 15, 2012, 12:45 ص 1142 مشاهدات 0
الراي
أبعاد السطور / العدساني.. والتجار الحرامية
حسين الراوي
«يظل استجوابي للوزير الرجيب معلقاً لحين تعيين وزير جديد، وسوف أعطيه الفرصة لمدة 3 أشهر، فإن أصلح الأوضاع الخاطئة كان بها، وإذا استمر الوضع كما هو عليه سأقدم استجوابي له أيا كان اسمه، لأن استجوابي هدفه الاصلاح وهو مقدم للوزير بصفته وليس يشخصه». بهذه الكلمات استقبل نائب مجلس الأمة رياض العدساني خبر تقديم وزير الشؤون الاجتماعية والعمل استقالته، ولم يصرّح بغيرها من أمور النصر أو التحدي أو الشماتة من الوزير المستقيل.
رياض العدساني صحيفة استجوابه المنشورة لم يكتبها من أجل شخص الوزير المستقيل لأمور تناحرية بينهما، بل عندما يقرأ أحدنا صحيفة الاستجواب بكامل محاورها الخمسة، والتي هي: قضية الاطفال الايتام في الحضانة العائلية وقضية الاقامات والشركات الوهمية وأثرها السلبي على دولة الكويت وتردي الشأن الرياضي المحلي وأثره على الاوضاع الرياضية وعدم تطبيق وتنفيذ القانون والأحكام القضائية وضعف الرقابة وتجاوزات القطاع التعاوني والأغذية الفاسدة وغلاء الأسعار، سيدرك أن رياض العدساني يعرف جيداً أين توجد بالتحديد أماكن الفساد التي تنبع في وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل؟ والأمر ليس بغريب أو بعيد عن رياض العدساني، لأنه منذ زمن وهو قريب جداً من وزارة الشؤون بسبب عمله واهتماماته التي هي في الصالح العام. كما أن صحيفة استجوابه تثبت أنه صادق في حبه لبلاده وأنه يقف وقفة فعلية بوجه الفساد والظلم العظيم الذي استشرى جداً في جسد وزارة الشؤون، حيث ان العدساني استنزل وتعمق وغاص في تدوين صحيفة استجوابه حتى خرجت سميكة متينة متماسكة جداً، شخصت الحالة المرضية لوزارة الشؤون الاجتماعية والعمل.
في حقيقة الأمر إن النائب رياض العدساني بدأ يُقلق ويؤلم بشدة تُجار الفساد والطغيان، الذين عاثوا بطغيانهم المادي المنحرف في البلاد بمباركة وتأييد وزارة الشؤون لسنوات طويلة، حيث كان تجار الفساد يصولون ويجولون ويتمددون ويكبرون وينتفخون ويسرقون خيرات الكويت ويمصون دماء الناس أمام أعين بعض المسؤولين في وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل لكن دون حراك منهم، لأن بعض المسؤولين فيها وضعوا أيديهم في أيدي تجار الفساد لصوص الوطن فشاركوهم بصفة مباشرة وغير مباشرة لكيّ يتقاسموا الكعكة وتنتفخ كروشهم، ولا تزال هذه المنافع المشتركة قائمة إلى هذه اللحظة! لذلك سوف يحارب لصوص الوطن الشاب رياض العدساني بخيلهم ورجلِهم ونفوذهم وأموالهم وفداويتهم بشكل قذر أكثر مما تتصورون، لأن العدساني في المحوّر الثاني من استجوابه (محوّر تجار الفساد)، صرخ بهم صرخة ابن الوطن الشجاع في وجه تجار الاقامات وتجار اللحوم الفاسدة وتجار الشركات الوهمية التي ذكر أرقام الكثير من ملفاتها في المحور ذاته والعديد العديد من أمور التحصيل المالية غير القانونية لبعض الشركات والمؤسسات الخاصة والتي تشرف عليها وزارة الشؤون. ومما يُذكر أن للنائب العدساني تصريحا رائعا قال فيه: «عادة الحكومات تنظم التجارة، ولكن بالكويت بعض التجار ينظمون الحكومة». ولقد صدق والله في الذي قاله.
وأود أن أذكر للنائب العدساني ولغيره من نواب البرلمان أن مشروع الميكنة الواقع في الجابرية التابع لوزارة الشؤون ما زال يعج بالكثير من أمور الفساد الإداري وغيره ويئن من وطأة الظلم الذي يمارسه بعض المسؤولين هناك، ولقد آن الأوان أن تفتح ملفات مشروع الميكنة لتُطهر من الفساد الذي تمدد فيها. في النهاية أود أن أذكر أن الذي كتب «الغزو من الداخل»، أبى الله عز وجل إلا أن يرحل سريعاً وبعيداً بـ «غزو من الداخل» من قِبل بعض موظفيه! والمِثل بالمِثل!
تعليقات