عن الديموقراطية المتوحشة.. يكتب وائل الحساوي
زاوية الكتابكتب يونيو 14, 2012, 12:54 ص 713 مشاهدات 0
الراي
نسمات / الديموقراطية المتوحشة!
د. وائل الحساوي
ما سطره وزير الشؤون الاجتماعية والعمل المستقيل اللواء احمد الرجيب في كتاب استقالته من كلمات تقطر مرارة من شدة ما يعانيه الوزراء من سطوة نواب الامة، هذه الكلمات لاشك انها تمثل واقعا سياسيا عانت منه الكويت ومازالت تعاني منذ زمن طويل، وتسبب في حل حكومات كثيرة واختفاء كثير من الشخصيات المتميزة التي خدمت الكويت من خلال المنصب الوزاري، وعزوف الكثيرين، عن المشاركة في الوزارة.
من الامور التي ذكرها الرجيب في صحيفة استقالته:
> كيف يحاسب وزير ويساءل على رأي ابداه قبل تولي الوزارة نتيجة وهم مريض في فهم كلامه؟!
> كيف يحاسب وزير ويساءل خلال فترة لا تسمح له بالاحاطة بكافة امور وزارته ولا تقييم قيادييها؟!
> اجواء ملؤها التصيد والتشكيك في الذمم والنزاهة وسعي لتصفية الحسابات وتجريح وتخوين للوزراء والمسؤولين بلا دليل.
> ممارسات برلمانية سندها الخاطئ «المجلس سيد قراراته».
واضيف على ما ذكره الرجيب من ممارسات مريضة وخاطئة ما يلي:
> التزاحم على تقديم الاستجوابات لنفس الوزير وبمحاور متشابهة في وقت واحد، ومحاسبته على ما حدث قبل وصوله الى الوزارة.
> تفرد نواب بتكرار استجواباتهم لنفس الوزير خلال مدة لا تزيد على شهرين وبنفس الموضوع واشغال الحكومة والمجلس.
> طلب احد النواب في سؤال برلماني اسماء من تم القبض عليهم بجرائم الزنى من الرجال والنساء منذ عام 2000 حتى الآن، وبذلك ستسقط الاستار التي امر الله تعالي بسترها بسبب اسئلة لا مبرر لها.
> الخناقات التي يمارسها النواب في المجلس في ما بينهم وفي ما بينهم وبين الوزراء والتي لا تحدث حتى بين المحششين في الخمارات.
> اطنان الاسئلة البرلمانية للوزراء التي تتطلب استنفار جميع طواقم الوزارات للاجابة عنها ثم لا يستفيد منها النائب.
ان الحديث عن تعديل وزاري موسع يلقى لذة لدى كثير من النواب وكأنما هو العصا السحرية لحل جميع مشاكلنا، وكأنما الثلاثون حكومة التي تشكلت على مدى الـ50 عاما الماضية ليست بكافية، وكأنما الثماني حكومات التي تشكلت خلال الست سنوات الماضية كان ينقصها الكفاءات لكي نضيف لها حكومة جديدة!!
انا اوافق الاخوة الذين انتقدوا تشكيل الحكومة الاخيرة دون الرجوع الى رأي الغالبية في المجلس، لان وجود وزراء يمثلون الغالبية يعطي ضمانات اقوى لتعاون المجلس معهم، ولكن في الوقت نفسه فإن رفض التعاون مع الحكومة ما لم تمثل الغالبية يمثل الانتهازية بأبشع صورها.
لقد سئم الشعب الكويتي تلك المناورات السياسية التي تساهم فيها الحكومة والمجلس والتي يعتبر الخاسر الوحيد فيها هو ذلك الشعب الذي اصابه اليأس والقنوط لكثرة ما تأمل في حدوث التغييرات لكنها لم تحدث!
تعليقات