الشعب يريد التنمية بعيداً عن منهج المحاسبة والانتقام.. فاطمة الشايجي مؤكدة
زاوية الكتابكتب يونيو 11, 2012, 12:52 ص 530 مشاهدات 0
الشاهد
هناك فرق
فاطمة الشايجي
بين الشعب والجمهور، نتحدث عن الشعب في اطار دولة لها كيانها السياسي في العالم وأركانها الحاكم والحكومة والمحكومون، والشعب يمثل الحكومة والمحكومين، أما الحاكم فهو خارج نطاق الشعب لسبب يرجع الى العقد الذي تم الاتفاق عليه بين الشعب والحاكم.
وهذه المقدمة القصيرة سببها توضيح أمر في غاية الأهمية وهو أنه يجب علينا أن نفرق بين الشعب والجمهور خصوصا وأن الأوضاع السياسية التي نعيشها تحتم علينا هذا، فتجمع مجموعة من الأفراد كما حدث في الكويت وفي العديد من الدول العربية في الفترة السابقة للمطالبة بحقوقهم وهو تجمع غالبا ما يطلق عليه ثورة لا يعتبر ثورة حقيقية وانما هو عبارة عن تجمهر مجموعة من الأفراد في ساحة معينة للمطالبة بحقوق معينة، أما الشعب فلم يكن كله متواجدا ولو كان كذلك لوجدنا مليون كويتي في ساحة الارادة، أو خمسين مليون مصري في الساحات التي تعهد المتجمهرون التجمع فيها ومن أهمها ساحة ميدان التحرير.
ان الغرض من عرض الاختلاف بين مجموعة من الناس نطلق عليها جمهور وبين شعب بأكمله لتوضيح أن المطالبات التي قام بها مجموعة من الناس لم تكن هي مطالب الجميع، ولا يعني أن مطالباتهم ترفضها الشعوب، فلا يوجد انسان يرضى بالظلم أو أنه يرفض العيش بكرامة ولكن نجد أن مطلب الأمن والأمان يفوق أي مطلب آخر فهو المطلب الانساني الوحيد الذي من خلاله الانسان يضحي بباقي الحقوق، فماذا تعني الحرية بانعدام الأمان، أنت هنا مقيد أيضاً بالخوف من الاعتداء على حياتك في أي وقت، وما هي أهمية أنك تمتلك نقودا وأنت لا تستطيع التمتع بها.
ان الجمهور الذي اتفق على المطالبة بالحقوق بطريقتهم الخاصة لا يمثلون الشعب بأكمله، فهم عندما اتخذوا شعار ( الشعب يريد، اسقاط النظام، أو اسقاط الحكومة، أو رحيل النظام) أخطأوا في حق الشعب نفسه وآثروا أنفسهم عليه، فالشعب يريد التنمية والتي هي بعيدة كل البعد عن اتخاذ منهج المحاسبة والانتقام من الأخطاء السابقة، فالتنمية خطة يتم وضعها بناء على أسس خاصة هدفها تطوير القدرات البشرية واستغلالها أفضل استغلال لكي تنهض بالمجتمع ليتقدم ويتطور. وقد يبرر البعض أن الثورات تهدف الى التغيير فهي تطالب بحقوق انسانية سُلبت الا أننا نرى أن ما حدث وما يحدث الآن هو سلب أهم مطلب انساني وهو العيش بأمان والذي من خلاله يستطيع الانسان أن يتخذ منهجا يحرر فيه قدراته ويطورها ويحصل به على حقوقه الضائعة.
تعليقات