(تحديث1) أمير البلاد يعزي الرئيس اللبناني
عربي و دوليوفاة 'عملاق الصحافة العربية' غسان تويني عن عمر ناهز الـ 86 عاما
يونيو 8, 2012, 3:16 م 1529 مشاهدات 0
بعث حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابرالصباح حفظه الله ورعاه برقية تعزية الى فخامة الرئيس العماد ميشال سليمان رئيس الجمهورية اللبنانية الشقيقة عبر فيها سموه عن خالص تعازيه وصادق مواساته بوفاة عميد الصحافة اللبنانية غسان تويني مستذكرا سموه رعاه الله مناقب الفقيد ودوره الرائد في الاعلام العربي والصحافة البنانية راجيا سموه له الرحمة ولذويه جميل الصبر وحسن العزاء.
بعث سمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ببرقية تعزية الى فخامة الرئيس العماد ميشال سليمان رئيس الجمهورية اللبنانية الشقيقة عبر فيها سموه عن خالص تعازيه وصادق مواساته بوفاة عميد الصحافة اللبنانية غسان تويني.
كما بعث سمو الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء حفظه الله ببرقية تعزية مماثلة.
ومن جهة أخرى اعرب رئيس مجلس الادارة والمدير العام لوكالة الانباء الكويتية (كونا) الشيخ مبارك الدعيج الابراهيم الصباح عن اسفه البالغ وحزنه الكبير لوفاة الكاتب والمفكر وعميد الصحافة اللبنانية غسان تويني الذي كان احد اعمدة الصحافة اللبنانية والعربية البارزين.
وقال الشيخ مبارك الدعيج في تصريح صحافي اليوم ان وفاة الصحافي القدير غسان تويني تمثل خسارة كبيرة للصحافة العربية باعتباره كان رائدا من روادها الذين حملوا عبر عقود طويلة مسؤولية القلم وامانة الكلمة بجدارة واقتدار.
واضاف ان الفقيد الراحل كان قيمة عالية وقامة كبيرة بمواقفه الصلبة المناصرة للحق وايمانه برسالة الصحافة العادلة التي لا تحيد مهما كانت المخاطر او المغريات او الاهواء.
واكد ان الكويت لن تنسى مواقفه المتميزة ابان محنة الغزو العراقي عام 1990 ومساندته للشعب الكويتي ورفضه الشديد للظلم الذي تعرض له على ايدي قوات الاحتلال الاثم مشيرا الى استمرار تصديه الباسل للادعاءات والمزاعم التي كان يروجها نظام طاغية العراق ضد الكويت.
وقال الشيخ مبارك الدعيج 'لقد عرفت الكويت الفقيد الراحل محبا وفيا وصديقا مخلصا فاحتفظ بمكانة كبيرة في قلوب الكثير من ابنائها الذين بادلوه الحب والاخلاص وامتد هذا الحب الى عائلته عبر ابنه المرحوم جبران تويني الذي ورث عن والده الدفاع عن الحق ودفع حياته ثمنا لمواقفه ورسالته'.
واضاف ان الكويت المؤمنة بعروبتها الوفية لكل الشرفاء ستذكر بالتقدير الراحل غسان تويني الذي ترك بصمات واضحة في الصحافة العربية وعلامات متميزة في مجال الفكر والثفاقة وارسى قواعد صلبة عنوانها المصداقية وامانة الكلمة.
واعرب رئيس مجلس الادارة المدير العام ل(كونا) في ختام تصريحه عن خالص العزاء لاسرة فقيد الصحافة العربية واللبنانية ومحبيه في كل مكان معبرا عن ثقته بان الراحل غسان تويني سيبقى في الذاكرة العربية رمزا وقيمة.
11:14:57 AM
توفي فجر الجمعة الصحافي والسياسي اللبناني ناشر صحيفة 'النهار' غسان تويني عن عمر ناهز الـ 86 عاما بعد صراع طويل مع المرض.
ولقب غسان تويني بـ'عملاق الصحافة العربية' بسبب عراقة صحيفة 'النهار' التي تملكها عائلته والتي خرجت اجيالا من الاعلاميين وأرخت لعقود من احداث المنطقة.
وغالبا ما فضل غسان تويني الصحافة على السياسة التي اتقنها وتميز فيها بتجرده وترفعه عن المصالح الخاصة الصغيرة.
مناضلا كان غسان تويني لم ترحمه الدنيا، لكنها لم تنل منه. ولعل الضربة الاقسى التي تلقاها كانت العام 2005 عندما اغتيل نجله النائب والصحافي جبران تويني في تفجير سيارة مفخخة، فخسر بذلك آخر فرد من افراد عائلته الصغيرة.
ويروي صحافيون في النهار ان غسان تويني الذي كان في باريس يوم مقتل ابنه وعاد في الليلة نفسها الى بيروت، اتصل بفريق التحرير ليملي عليهم عنوان الصفحة الاولى في اليوم التالي، وهو العنوان الذي صدرت فيه الصحيفة على ثمانية اعمدة 'جبران لم يمت والنهار مستمرة'.
بالقوة نفسها، وقف تويني في مأتم ابنه يدعو الى التسامح والتعالي عن الاحقاد.
وقال في الكنيسة 'أحسست ان هذه الجريمة التي طالت ابني، ومزقت كامل جسده، هي تحديدا جريمة تطال صورة الله. الله الذي خلق الانسان على صورته تم الاعتداء عليه مباشرة'.
وبعد ان كان سلم ادارة جريدة النهار الى جبران تويني، لينصرف الى مؤلفاته وتقاعده، عاد وتسلمها بحماس سنوات الشباب وبشغف المهنة ذاته.
وبعد ان كان ابتعد عن السياسة، عاد وقبل، تحت ضغط محبيه والاوساط السياسية والشريحة الشعبية الواسعة الوفية لعائلته، بان يصبح نائبا في البرلمان للمدة المتبقية من ولاية ابنه والتي جاوزت الثلاث سنوات، وذلك من ضمن فريق 14 آذار الذي كان يشكل الاكثرية النيابية والوزارية في حينه.
ثم عاد وسلم الامانة مجددا في الجريدة والبرلمان الى حفيدته نايلة تويني، ابنة جبران.
عرف غسان تويني بسعة علمه وثقافته ودبلوماسيته ومواقفه المستقلة، وان كان شكل في بعض الحقبات جزءا من ائتلافات سياسية معينة.
هو ابن عائلة ارثوذكسية عريقة من الاشرفية شرق بيروت. ولد العام 1926. في عام 1945، تخرج من الجامعة الأميركية في بيروت في الفلسفة. حصل على ماجستير في العلوم السياسية من جامعة هارفرد في الولايات المتحدة.
دخل البرلمان وكان لم يبلغ الخامسة والعشرين. وشغل مناصب وزارية مهمة. وكان مندوب لبنان الدائم في الامم المتحدة في نهاية السبعينات وبداية الثمانينات في اوقات عصيبة تخللها خصوصا اجتياحان اسرائيليان. وينظر اليه على نطاق واسع على انه 'عراب' القرار 425 الصادر عن مجلس الامن الدولي في 1978 والذي دعا اسرائيل الى الانسحاب من لبنان، الامر الذي لم ينفذ حتى العام 2000.
من ابرز مؤلفاته 'اتركوا شعبي يعيش' في 1984، و'حرب من أجل الآخرين' عن الحرب الاهلية اللبنانية في 1985، و'سر المهنة وأسرار أخرى' في 1995.
اما كتابه الاخير فحمل عنوان 'لندفن الحقد والثأر، قدر لبناني'. وقد صدر باللغة الفرنسية بالتعاون مع الكاتب الفرنسي جان فيليب دو توناك، وهو عبارة عن سيرة ذاتية تروي محطات مهمة من حياة الصحافي والسياسي والدبلوماسي والانسان.
كتب غسان تويني الاف الافتتاحيات في صحيفة النهار، وكلفه بعضها دخول السجن بسبب جرأته ومواجهته السلطات في عز نفوذ ما كان يعرف بـ'المكتب الثاني' 'استخبارات الجيش' في الحياة السياسية على الدولة في حقبة الستينات واوائل السبعينات.
وسربت جريدة النهار بنود اتفاق القاهرة الشهير السري بين لبنان ومنظمة التحرير الفلسطينية، ما احدث هزة في الساحة اللبنانية، وتسبب بسجن مرة اخرى لرئيس مجلس الادارة ورئيس التحرير غسان تويني العام 1973، بتهمة 'افشاء اسرار الدولة'.
تركت السنوات آثارها على وجهه، الا انه ظل يطل عبر محاضرات او حلقات تلفزيونية خاصة او منتديات ثقافية، بشعره الابيض ونظارتيه الكبيرتين وسيجارته، وصوته الهادىء الواثق، يروي خبرات حقبة واسعة من تاريخ لبنان الحديث.
جاهر غسان تويني بايمانه المسيحي. الا انه آمن، كما كتب، بان 'جوهر لبنان الرسالة هو الديمقراطية التي يجب ان يكون عاصمتها... أي الا يستوطنه الارهاب، ولا تتخمر في أرضه الاصوليات ايا تكن، مسيحية كانت أم اسلامية لا تمييز'.
كما دعا الى عروبة الحداثة والتجديد والانفتاح.
تزوج غسان تويني في الخمسينات من الشاعرة ناديا تويني، متحديا واياها كل التقاليد والاعراف، كونها متحدرة من عائلة درزية عريقة من جبل لبنان. ورزق الزوجان بثلاثة اولاد: نايلة التي توفيت في السابعة اثر اصابتها بالسرطان، ومكرم الذي قضى في حادث سير في فرنسا وهو في ربيع العمر، وجبران الذي كان في الثامنة والاربعين عندما قتل.
اما ناديا، فقد توفيت بعد اربع سنوات من وفاة ابنتها بالمرض ذاته. وتزوج غسان تويني مرة ثانية من شادية الخازن العام 1996.
تعليقات