(تحديث1) مئات الآلاف من المصريين بميدان التحرير

توافد على ميدان التحرير وسط القاهرة مئات الالاف من المصريين في تظاهرات ترفع شعار (العدالة) وذلك بمشاركة عدد من التيارات السياسية.

وشهد الميدان زيادة في عدد المسيرات الوافدة اليه للمشاركة في التظاهرة تمثل القوى السياسية المطالبة بتفعيل قانون العزل السياسي واعادة محاكمة الرئيس السابق حسني مبارك حيث انضم الى المتظاهرين عدد من شيوخ الازهر مطالبين بالقصاص لدماء الشهداء.
كما تضمنت التظاهرات مسيرة نسائية ضمت العشرات من السيدات يطالبن بمحاكمة كافة رموز النظام السابق ومحاكمة المسؤولين عن أحداث محمد محمود ومجلس الوزراء.
وانضمت الى التظاهرات ايضا مسيرة المرشح الرئاسي الخارج من سباق الرئاسة عبدالمنعم أبوالفتوح وكذلك مسيرة للمرشح حمدين صباحي والمرشح خالد علي اضافة الى عدد من النشطاء من بينهم الشيخ حافظ سلامة والنائبان زياد العليمي ومحمد البلتاجي.
كما شارك مجموعة من نواب مجلس الشعب في مسيرة بدأت من داخل المجلس وتوجهت الى ميدان التحرير للمشاركة مع المتظاهرين.
من ناحية اخرى أعلنت وزارة الصحة والسكان أن اجمالي الحالات التي اصيبت اليوم في تظاهرات ميدان التحرير بلغت حتى الان سبع حالات تم تحويل ست منها الى المستشفيات لتلقي العلاج.

على صعيد متصل حدث تدهور شديد في الحالة الصحية للرئيس السابق محمد حسني مبارك المحكوم عليه بالمؤبد في قضية قتل المتظاهرين في ثورة 25 يناير من العام 2010.
ونسبت وكالة أنباء الشرق الاوسط الى مصادر بسجن طرة أن الرئيس السابق تعرضت صحته للتدهور اليوم في اعقاب زيارة زوجته سوزان ثابت ووزجتي علاء وجمال مبارك هايدي راسخ وخديجة الجمال ووالدها محمود الجمال له داخل محبسه بمستشفى سجن مزرعة طرة للمرة الاولى بعد الحكم عليه.
وأضافت الوكالة أن التدهور الشديد في حالة الرئيس السابق دفع مسؤولي قطاع مصلحة السجون الى استدعاء طاقم طبي من استشاري قطاع الخدمات الطبية بوزارة الداخلية حيث تم اعطاؤه مهدئات ووضعه تحت الملاحظة لحين تحسن حالته.
واوضحت الوكالة ان هذه الزيارة كان لها اثر سلبي كبير على الرئيس السابق نظرا لانهيار زوجته عند رؤيتها له داخل السجن وهو ما جعله يشعر بحالة احباط شديدة دفعته الى عدم تناول طعامه طوال الليلة الماضية.
وكانت ادارة السجن قد قررت نقل نجله جمال من محبسه بملحق سجن المزرعة الى سجن المزرعة ليكون بجوار والده وذلك بعد ان اوصى تقرير اللجنة الطبية بضرورة وجود مرافق له في محبسه.

وقد بدأت اعداد من المتظاهرين التوافد اليوم على ميدان التحرير وسط القاهرة للمشاركة في تظاهرة 'مليونية' دعا اليها ائتلاف من قوى سياسية وشبابية على خلفية احكام قضائية صدرت ضد الرئيس السابق حسني مبارك ونجليه علاء وجمال ووزير الداخلية السابق حبيب العادلي وستة من كبار مساعديه.
ويطالب المشاركون في التظاهرة بمطالب عدة منها اعادة محاكمة الرئيس السابق ووزير داخليته ومساعديه وكذلك تطبيق قانون (العزل السياسي) على رموز النظام السابق وفى مقدمتهم المرشح الرئاسي الفريق أحمد شفيق وتشكيل مجلس رئاسي وتسليمه السلطة.
ومن المقرر أن يخوض شفيق وهو آخر رئيس وزراء في النظام السابق جولة الاعادة المقررة يومي 16 و17 يونيو الجاري أمام مرشح حزب (الحرية والعدالة) الذراع السياسية لجماعة الاخوان المسلمين الدكتور محمد مرسى بعد تصدرهما قائمة مرشحي الرئاسة في ختام الجولة الاولى.
وتعددت الاسماء التي اطلقت على مليونية اليوم في ميدان التحرير بعد اعلان الاحكام في 'قضية العصر' ما بين 'العدالة والمحاكمة الثورية' و'العزل السياسي' و'استعادة الثورة من الفلول' وغيرها من المسميات.
ويدعو بعض المتظاهرين الى الغاء الانتخابات الرئاسية وتشكيل فريق رئاسى مدنى من مرشحين سابقين فى الجولة الأولى من انتخابات الرئاسة مثل حمدين صباحي والدكتور عبدالمنعم ابوالفتوح وخالد علي ومستقلين.
من جهته استنكر شفيق الدعوات التي تطالب بتطبيق قانون العزل السياسي والتي تستهدف استبعاده من جولة الاعادة المقررة للانتخابات الرئاسية مؤكدا أن على الجميع الاحتكام للشرعية 'سواء عن طريق صندوق الانتخابات أو غيره من المسميات'.
ومن المقرر أن تشهد المليونية مسيرات عدة تنطلق من بعض المساجد باتجاه ميدان التحرير الذي لم يشهد يوم امس سوى اقامة منصة واحدة أمام مجمع التحرير فضلا عن استخدام العديد من اللافتات والحلقات النقاشية بين بعض المشاركين.
واعلن العديد من الاحزاب والقوى السياسية المشاركة في مليونية اليوم من ابرزها جماعة الاخوان المسلمين وأحزاب الحرية والعدالة والعدل والوسط والجبهة الديمقراطية وحركة 6 أبريل والتحالف الشعبى الاشتراكى والتيار المصرى وغيرها.
وتتزامن التظاهرة مع اجتماع اليوم دعا الى عقده المجلس الأعلى للقوات المسلحة برئاسة المشير حسين طنطاوي مع رؤساء الأحزاب والقوى السياسية لبحث تطورات الأوضاع على الساحة السياسية واقتراحات قدمها المجلس الاستشاري يوم أمس بشأن امكانية اصدار 'اعلان دستوري مكمل' يتضمن تعديل المادة 60 من الاعلان الدستوري الحالي وتشكيل جمعية تأسيسية للدستور.
واعلن حزب الحرية والعدالة من جهته عدم مشاركته في اللقاء الذي دعا اليه المجلس الأعلى مؤكدا موقفه الرافض لأية تعديلات على الاعلان الدستوري القائم واستمرار تشاوره مع باقي الأحزاب والقوى السياسية من أجل تحقيق التوافق العام بشأن تشكيل الجمعية التأسيسية.
وتصدرت الأوضاع الداخلية على الساحة السياسية في مصر العناوين الرئيسية للصحف المصرية اليوم وفي مقدمها التظاهرة المليونية التي تنادي باقامة محاكمة ثورية لرموز النظام السابق وتطبيق قانون العزل على شفيق.
وأشارت الصحف الى أن ميدان التحرير والميادين الكبرى في المحافظات استعدت للمظاهرات التي أعلنت قوى سياسية تنظيمها.