التعامل مع التظاهرات في البحرين أرقى من سورية.. بنظر الخرافي

زاوية الكتاب

كتب 769 مشاهدات 0


الأنباء

جرس  /  بين سورية والبحرين

سامي الخرافي

 

ما يحدث في سورية في الوقت الراهن من مجازر وحشية ترتكب بحق أبناء الشعب السوري الشقيق وبحق الأطفال والنساء والشيوخ، يشعرك بالحزن العميق لهذه الدماء البريئة التي تسفك من دون أي سبب «بأي ذنب قتلت»، والمتابع للصور ومقاطع الفيديو التي تنشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، تجعلك تبكي دما وتبين للجميع انعدام الإنسانية من قبل هذا النظام الذي يتبع كل وسيلة، أيا كانت، لقمع هذه الثورة وسط صمت دولي مخجل للأسف.

ما ذنب أطفال «الحولة»؟ اللهم ارحمهم برحمتك يا ارحم الراحمين، وما ذنب نسائها وشيوخها، الذين نحروا نحرا «كالخرفان»؟ الله المستعان، فهذه الأساليب الوحشية ترفضها وتحرمها كل القوانين والأعراف الإنسانية والدولية، وحتى الأديان السماوية.

ما ذنب كل أبناء المدن والقرى السورية، الذين يقتلون ويعتقلون ويعذبون كل يوم لمجرد أنهم خرجوا بمظاهرات سلمية تطالب بالإصلاح والحرية؟

الى متى هذا السكوت عن هذه الجرائم البشعة دون أن يتحرك المجتمع الدولي لوقف ما يحصل في هذا البلد الشقيق؟

ما يحدث في سورية في الوقت الراهن مصيبة كبيرة وفاجعة ايضا، فعلى المجتمع الدولي الآن مسؤولية كبيرة وحساسة، وعليه أن يتحرك فورا، فقد «بلغ السيل الزبى»، لا نريد استنكارا أو إدانة أو شجبا، فخطة السيد «كوفي أنان»، التي ولدت ميتة كما يقول كثير من المراقبين، وطرد السفراء من الدول أو قطع العلاقات أو جمع التبرعات، كل ذلك لم يعد ينفع لخلاص الشعب السوري من الجرائم التي ترتكب كل يوم بحقه.

كل ما يريده الشعب السوري الآن، وليس غدا، هو الخلاص من النظام ليعيش حرا وآمنا كبقية شعوب العالم، ويختار بنفسه من يحكمه ويتمتع بحرية طالما حرم منها وضحى من أجلها الكثير الكثير.

وأخيرا، هناك للأسف، من يربط ما يحدث في سورية مع ما يدور في مملكة البحرين، وهذا الربط مختلف تماما وغير صحيح، فالاحتجاجات والمظاهرات في مملكة البحرين، وطريقة التعامل معها، وبرأيي الشخصي، يعتبر تعاملا راقيا، وإن حدثت في بداية الاحداث تصرفات فردية مسيئة، الا انه تمت محاسبة المسؤول عنها، ولكن كلنا شاهدنا أن جلالة الملك وولي العهد ورئيس مجلس الوزراء تعاملوا مع هذه الاحتجاجات بأسلوب حضاري حسب القوانين البحرينية والأعراف الدولية، بل إن احد الأصدقاء قال لي عن ذلك «إن تعامل مملكة البحرين مع الاحتجاجات فندق سبع نجوم»، وكما يعلم الجميع ان المحتجين ينفذون سياسات خارجية هدفها الاول والأخير هو زعزعة الامن في مملكة البحرين.

اللهم احفظ بلاد المسلمين من الفتن، وجنبها كل مكروه، واجعل الامن والامان ينتشران في ربوعها.

آخر المطاف: مناشدات وصلتني عبر التويتر من مرضى غسيل الكلى بأن يتم عمل مظلات للسيارات أمام مستوصف العديلية الخاص بمرضى غسيل الكلى، لما يعانونه من متاعب كبيرة بعد خروجهم من الغسيل المرهق ووقوف السيارات في الجو الحار دون مظلات، ولكم أن تتخيلوا المعاناة التي تصيب هؤلاء، فأتمنى من إدارة جمعية العديلية ان تقوم مشكورة بعمل هذه المظلات، رحمة بإخواننا المرضى.

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك