دينا الطراح تكتب: دعوة صريحة للاختلاط!

القبس

كلمة راس  /  دعوة صريحة للاختلاط

دينا سامي الطراح

 

«ألا إلى الله تصير الأمور»

(صدق الله العظيم)

***

نعم.. لقد ساءني ما قرأته في صحيفة المباشر بتاريخ 21 أبريل 2012 من مطالبة بعض الأطباء بمنع الاختلاط بالمستشفيات، بل وفي التعليم وأماكن العمل، وأسباب استيائي لما قرأت هي:

- في بعض الأحيان يكون من الحماقة عمل المرء بمفرده، لأن العمل بطبيعته يتطلب وضع الخطط والإنفاق على آلية التنفيذ والاندماج مع الآخرين للوصول للنتائج والأهداف المطلوبة، فبيئة العمل المنفصلة تبتعد كل البعد عن واقع الحياة اليومية والتوجيه المهني السليم، وبقليل من التطور ندرك ان الرجل والمرأة كلاهما قادر على الاشتراك في أداء الأعمال وإنجاز المهمات بشكل يحقق قيمة التعاون والاعتماد المتبادل داخل المجتمع، وكذلك يحقق الاستفادة من مهارتهما ويحظى بقبول مجتمعي، وفي الوقت ذاته يدل على النضج العاطفي والذكاء الاجتماعي الشخصي لكليهما والتزامهما بالعرف والعادات والتقاليد، وأرى ان المجتمعات التي لا توفر لمواطنيها أسلوب حياة يشمل الظروف الضرورية التي تعنى بتطور الشخصية ونموها.. ما زال يعوزها الكثير لتنميتها.

- الرجل والمرأة معاً في الأسرة، معا في ميادين الدراسة، معاً في أماكن العمل، لأنهما معا كذلك في تأدية مناسك العبادة في الأماكن المقدسة، وخصوصا في الدين الإسلامي، فبالطواف حول الكعبة المشرفة، وحين السعي بين الصفا والمروة، وعند الرجم في الحج وهو ركن أساسي من أركان الإسلام الخمسة، الرجل والمرأة محرمان معاً ومؤديان المناسك معاً كتفاً بكتف، فإذا كان الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم - من خلال الدين الإسلامي،قد منحاهما الثقة والاحترام أثناء تأدية تلك المناسك الدينية الثلاثة وبتلك الاجواء المختلطة والمزدحمة، وبعد كل ذلك.. فمن الذي يزعم بتحريم الاختلاط؟ ومن يكون، ومن يظن نفسه؟

ختاماً، أجد انه من الحقائق المفيدة التي تساعدنا على تكوين عادات صحيحة واتجاهات صالحة للشباب عموماً، هو ان نساعد المرأة على فهم دور الرجل في أسرتها ودراستها وفي موقع عملها ليعينها ويعاونها، وأيضاً ان نساعد الرجل على ان يكون ذا نفع لأسرته وعمله ومجتمعه، فمن المهم جداً ان تكون فكرة أقراننا عن شباب العرب والمسلمين حسنة لإعطاء انطباعات إيجابية عن هويتنا العربية والإسلامية.