سعد العجمي يرى أن الشيخ ناصر تعرض لمؤامرة، وسواء بقي في منصبه أم رحل، فإن التاريخ سيسجل له من الإنجازات ما لم يسجل لغيره، يأتي على رأسها نهجه الإصلاحي وطريقة تعامله مع النواب
زاوية الكتابكتب مارس 19, 2008, منتصف الليل 626 مشاهدات 0
ناصر المحمد... لله ثم للتاريخ!
سعد العجمي
أقولها بمرارة، الشيخ ناصر تعرض لمؤامرة، وسواء بقي في منصبه أم رحل، فإن التاريخ سيسجل للشيخ ناصر من الإنجازات ما لم يسجل لغيره، يأتي على رأسها نهجه الإصلاحي وطريقة التعامل مع النواب التي سنها خلال السنوات القليلة الماضية، أضف إلى ذلك جملة القوانين المهمة التي أقرت بجهوده وجهود المخلصين من نواب الأمة.
بعيداً عن أي قرار دستوري يتخذه سمو الأمير تجاه «حل» أزمة الحكومة والمجلس، فإن هذه الأزمة بخيرها وشرها، وما ستنتهي إليه، قد كشفت الكثير من الحقائق لدى الشارع الكويتي، لعل أبرزها الحرب الخفية التي تعرض لها، ومازال، رئيس الحكومة الشيخ ناصر المحمد، حتى من قبل بعض أفراد فريقه الحكومي، وهو ما يفسر عدم تقديم الشيخ ناصر استقالته مع وزرائه.
سبق لي أن قلت إن الشيخ ناصر رجل غير محظوظ، فهو قد استلم مهمات المنصب في ظل حالة استقطاب سياسي شديد تعيشها الساحة الكويتية منذ فترة، على خلفية أزمة الحكم وقبل ذلك فصل ولاية العهد عن رئاسة مجلس الوزراء، وهي حالة ألقت بظلالها على أجواء العمل السياسي ليصبح أكثر تشنجاً و«غوغائية» وصلت إلى درجة اختلطت فيها المفاهيم فأصبح المعارض موالياً والعكس صحيح.
مشكلة الشيخ ناصر لا تكمن في شخصه أو نهجه أو طريقة تعامله، بل في بعض وزرائه، نعم هذا البعض من وزراء حكومات الشيخ ناصر هم من يخذلونه لأنهم ليسوا رجال دولة، بل عبارة عن «وزراء من ورق» يتطايرون مع هبوب أول عاصفة، فهم لا يملكون الجراءة لاتخاذ القرارات، وإذا شرب أحدهم «حليب سباع» واتخذ قراراً ما، يتفرعن في البداية، وعند أول تهديد بالاستجواب تجده يلوذ بالشيخ ناصر لإنقاذ رقبته.
أقولها بمرارة، الشيخ ناصر تعرض لمؤامرة، وسواء بقي في منصبه أم رحل، فإن التاريخ سيسجل له من الإنجازات ما لم يسجل لغيره، يأتي على رأسها نهجه الإصلاحي وطريقة التعامل مع النواب التي سنها خلال السنوات القليلة الماضية، أضف إلى ذلك جملة القوانين المهمة التي أقرت بجهوده وجهود المخلصين من نواب الأمة كقانون أملاك الدولة والمستودعات وقوانين الإسكان وشركة الاتصالات الثالثة وأخيراً وليس آخراً قوانين تعديل الوضع الرياضي، ناهيك عن مواقفه الثابتة والرافضة للتعدي على المال العام وأملاك الدولة، ومحاولته فرض هيبة القانون، وهي المحاولات التي تصدى لها كثير من النواب، وبعض «الوزراء» للأسف الشديد.
سمو الرئيس ندرك وتدرك أنك قد وقعت في بعض الأخطاء، ولكن وحدهم من يعملون، هم من يخطئون، وأخطاؤك هي أخطاء تقديرية تدل على صفاء نيتك وطيب قلبك، وهي تزيد من رصيدك لدى الشعب ولا تنقصه، لأنها تنم عن قدر ما تحمله من محبة لأهل الكويت، لكن ممتهني الصيد في المياه العكرة ضخّموها من أجل مصالحم السياسية والاقتصادية التي حجّمتها.
سمو الرئيس: أنت رجل المرحلة رغماً عن أنوفهم، فإن استمررت في منصبك فأنت أهل لثقة سمو الأمير، وثقة الأمة كلها، لكن عليك أن تحسن اختيار وزرائك، فالعلّة «باطنية» كما يقول المثل، وإن فضلت الاكتفاء بما قدمت لوطنك، فهذا قرارك الذي سيكون محل احترام الجميع رغم قسوته، لكنه سيثبت للجميع أننا نعيش أزمة «بلد» لا أزمة أشخاص، وقتها قد يقول الوزراء والنواب، رحم الله الحجاج، حتى إن كانت الأمثلة تضرب ولا تقاس.
* * *
كم أتمنى أن تتم مساومة النواب بين صرف النظر عن «الخمسين» وقبول إزالة الديوانيات، أو حل المجلس، عندها ستسقط الكثير من الأقنعة، وتتعرى كل المواقف، ليعرف الشارع حينها من هم نواب المصالح، ومن هم نواب الأمة.
تعليقات