الحكومة هي من عطل التنمية.. ناصر الحسيني مؤكداً

عالم اليوم

صرخة قلم  /  الحكومة.. هى السبب!

ناصر الحسيني

 

يبدو أن هناك من يهيئ الشعب لحل مجلس الأمة، وذلك من خلال أغنية كلماتها ركيكيه، وأنا اعتبر هذه الأغنية ليس شعرا وإنما «سوالف وخرابيط» أو تشبه «مرق مخلوط مع بيض وعيش» المهم ان هذه الأغنية والتي غناها مشعل العروج تم بثها عبر شبكات التواصل الاجتماعي وتقول كلماتها «بس ملينا سياسة.. بس ملينا تعاسه.. البلد مهجور عنه.. كل من مستغني عنه.. لا مدارس لامباني.. لا مسارح لا مواني» واعتقد بأن بهذه الأغنية يهدفون لإقناع الشعب الكويتي بأن مجلس الأمة عطل التنمية في البلاد.
ولو تمعنا في حقيقة الأمر فإن من عطل التنمية وبناء المدارس والمستشفيات هي الحكومة وليس مجلس الأمة، وسأضع لكم الدليل القاطع الذي يكشف جليا ان الحكومة هي التي وضعت البلاد في توقف عمراني.
ومن ضمن هذه الأدلة، ان مجلس الأمة انجز مشروع المدينة الجامعية منذ اكثر من ثماني سنوات وحتى هذه اللحظة لم تبن الحكومة حتى طابوقة واحدة، فهل وجدتم أحدا من النواب يقف في موقع المشروع وبيده مسدس ويهدد من يريد البناء؟! حتى نقول بأن النواب عطلوا النهضة العمرانية، كذلك مشروع مستشفى جابر وضع حجر الاساس منذ عدة سنوات والى الان حجر الاساس لم يرتفع، كذلك جسر الصبيه منذ عام 2003 اعلنت الحكومة عن انشائه، وحتى هذه اللحظة لم نر هذا الجسر؟ كذلك سبق وان اعلنت الحكومة منذ عدة سنوات عن إنشاء كليات للتطبيقي في محافظة الجهراء والاحمدي وحتى هذه اللحظة لم نر أي شيء؟! أليس هو العجز الحكومي؟!
وبسبب تقاعس الحكومة وعجزها عن القيام بدورها في انشاء المرافق العامة قام مجلس الأمة بهذا الدور، فهل يوجد برلمان بالعالم يناقش مشكلة بيوت التركيب؟!
فهذه المشكلة يجب ان تناقشها الحكومة لأن ذلك من صلب عملها، ولكن لعجز الحكومة قام البرلمان بهذا الدور، كذلك هل يوجد برلمان في العالم يشرّع بناء مدينة طبية وجامعة؟ وهل هناك برلمان بالعالم يشكل لجنة لتفقد نواقص المناطق من الخدمات كل هذه الدلائل تدل على العجز الحكومي.
الامر الاخر والأهم من الذي لديه اجهزة ويعلم بتعداد الشعب والسيارات وبناء على ذلك يعد الخطة الخمسية؟ هل النواب؟ أم الحكومة؟ البعض قد يقول ان الاستجوابات عطلت الحكومة وهذا الكلام لا ينطلي الا على المغفلين، فهل الوزير او الوكيل هو من سيحمل الطابوق ويبني بيده حتى نقول بأن الاستجواب أشغله عن البناء؟ فالفلوس عند   الحكومة والاحصائيات في جعبتها، وهي اعلم بالاحتياجات ، فلماذا لا تقوم بدورها؟!
ولم يعد الامر ان الحكومة عاجزة عن بناء مرافق، بل وصل الامر ان المدارس تعاني نقصا في المدرسين، والمستشفى تعاني نقص ادوية وأسرة، والمخافر خالية من الشرطة، وهل يعقل ان بعد الساعة الثامنة مساء في كل انحاء الكويت لايوجد طبيب عيون الا في ابن سيناء، فتجد دكتورا واحدا خفارة، وكل الشعب يقف امام مكتبه فهل هذا التقاعس والتراخي سببه النواب، ام الحكومة، ام تريدون المجلس يشرّع ايضا تعيين اطباء ومدرسين واستيراد ادوية واسرة للمستشفيات؟
ان كل السبب في تأخر بناء المرافق وترهل المرافق الحالية ونقص الخدمات هي الحكومة، لان هذا هو صلب عملها اضف الى ذلك ان هذا التقاعس الحكومي مع وجود البرلمان فلو لم يكن هناك برلمان فكيف يصبح حال البلد؟!