حل مجلس الأمة لن يتأخر عن شهر يونيو القادم!
زاوية الكتابكتب مايو 29, 2012, 12:52 ص 2087 مشاهدات 0
الكويتية
الميزان / هواة التحريض
محمد عبد القادر الجاسم
لا ألوم السلطة حين تفكر جديا في حل مجلس الأمة الحالي.. فهذا المجلس، كما قلت مرارا، أول مجلس لا يكون للحكومة فيه سيطرة على القرار. لقد كان للسلطة سيطرة متفاوتة على قرارات المجالس المتعاقبة، حتى تلك التي تنجح أحيانا في توحيد رأي الأعضاء على مسألة محددة، لكن اليوم رأي الأغلبية متفق ومتماسك في الجانب التشريعي، وفي الجانب الرقابي أيضا، وبشكل مستمر وليس بمناسبة استجواب ما أو قانون ما. لذلك فإن السلطة اليوم تواجه وضعا فريدا بالنسبة لها لم يسبق أن واجهته طوال الخمسين عاما الماضية.
ويبدو أنه خلال الأسبوع الفائت تم التقاط «إشارات» صريحة أو ضمنية حول استقرار فكرة حل مجلس الأمة الحالي وإعادة إجراء الانتخابات وفق توزيع جديد للدوائر الانتخابية يؤدي إلى «تفكيك» كتلة الأغلبية، وهو نظام الدوائر العشر. ويبدو أيضا أن بعض أصحاب النفوذ والتأثير على القرار يخشون «تغيير الرأي» في مسألة حل المجلس، لذا فقد سعوا خلال الأيام الماضية إلى تهيئة «بيئة الحل»، وكانت الضجة غير المبررة التي افتعلتها الحكومة في شأن «دمج الاستجوابات» وانسحابها من جلستي مجلس الأمة بمناسبة استجواب وزير المالية محاولة أولى لاستدراج حل المجلس، إلا أن المحاولة لم تنجح، وهو ما يعني أن أصحاب النفوذ والتأثير على القرار وهواة التحريض سوف يواصلون جهودهم حتى يصدر قرار حل المجلس. وتشير بعض المعلومات إلى أن قرار الحل لن يتأخر عن شهر يونيو القادم.
أما عن إجراء الانتخابات وفق نظام الدوائر العشر، فلست أعلم أي نظام تحديدا، فهناك أكثر من تقسيمة «عشرية» للدوائر، وأذكر أن من بين تلك التقسيمات تقسيما يضم منطقتي «صباح السالم» مع «صباح الناصر» في محاولة لخلط أصوات القبائل وإضعاف هذه القبيلة أو تلك.
وبالطبع فإن السلطة لا تستطيع التحكم في المسار العملي للأحداث حتى لو خطط المحرضون وأصحاب التأثير، فهناك واقع تتحكم فيه معطيات عدة، وليس من المضمون نجاح السلطة ومن يؤثر عليها في مخططاتهم. ومن بين أهم عناصر الحراك الواقعي ردة فعل الرأي العام.. وأذكر أنه حين تسربت أنباء عن احتمال حل مجلس الأمة الأسبوع الماضي، سرعان ما أعلن عدد من الشباب استعدادهم للتحرك الميداني ورفع سقف المطالبات السياسية، ومن هنا فإنه من دواعي الحكمة أن تحسب السلطة حساب رد الفعل الذي ربما يكون أثره أعظم من فعل حل المجلس وفرض نظام الدوائر العشر!
تعليقات