جاءنا الغزو لكننا لم نتعلم الدرس!.. د. ابراهيم بهبهاني متعجباً
زاوية الكتابكتب مايو 28, 2012, 1:10 ص 984 مشاهدات 0
النهار
باب هاني / تريدون أكثر من الغزو؟ ولم نتعلم الدرس بعد!
د. ابراهيم بهبهاني
لا أدري ماذا نحتاج حتى نصحو من غفلتنا؟ جاءنا الغزو وظهرنا بصورة مشرفة أمام أنفسنا والعالم لكننا لم نتعلم الدرس، أصبنا بنكبة أزمة سوق المناخ في الثمانينات وبعدها كأن شيئاً لم يكن فلا المناخ تغير ولا الناس اتعظت.. انتكسنا بالديموقراطية لما أصابها من شروخ وهزات وابتلينا بنواب اساءوا للديموقراطية ولبلدهم ومع ذلك بقي الناخب يلهث وراءهم وكأنهم حبل الانقاذ.. ومع كل نكبة ترانا نرفع الصوت ونتنادى فزعة يا أهل الكويت كأولئك القوم الذين لم يلتحموا الا عند حدوث النكبات والفيضانات.. ومع كل أزمة تغرق فيها يكثر المصلحون وتزداد شعاراتهم التي تدعو للتآخي والوحدة، لكنهم يتفرقون ويعودون إلى سيرتهم الأولى بمجرد انتهاء العاصفة وكأنك يابوزيد ما غزيت.
بالأمس وأقصد الاسبوع الماضي نشرت صحافتنا المحلية تقرير صندوق النقد الدولي والذي قرع جرس الانذار من جديد وما اكثر الأجراس.. وقالها بوضوح.. ستستنزفون جميع مدخراتكم من ايرادات النفط بحلول عام 2017 اذا استمريتم في الانفاق بالمعدل الحالي ولن تتمكنوا من ادخار عائدات مالية في صندوق الأجيال القادمة اذا لم تنوعوا مصادر دخلكم وتحسنوا بنيتكم التحتية ومناخ الاستثمار عندكم.. واذا أردتم تصحيح الوضع عليكم تقليص العجز بالميزانية باستبعاد عائدات النفط وخدمة الدين بمقدار سبعة مليارات دينار على الأقل بحلول عام 2017 لتحقيق الاستقرار المالي.. ومع ذلك لم نسمع احداً تحرك تجاه هذا الوضع مع العلم انه سبق لهذا الصندوق الدولي ان حذر مراراً من الوضع الآخذ بالتدهور.
هل هناك من يقرأ كما قال النائب مرزوق الغانم ان الاصلاحات الاقتصادية لم يحن أوانها بعد؟ وفي هذا السياق قرأت دراسة في «مجلة دراسات الخليج والجزيرة العربية» العدد الأخير والصادر عن جامعة الكويت حول دراسة د. فيحان محمد العتيبي عن تجربة أول مجلس أمة كويتي عام 1963 من خلال الوثائق البريطانية لتقييم التجربة والرؤية لهذا المجلس الجديد على الكويت.. خلصت الدراسة التي أبرزت عدداً من السلبيات من وجهة نظر بريطانية، يمكن ايجازها بعدد من النقاط منها ان نسبة 6 في المئة فقط من اجمالي عدد السكان في الكويت الذين يحق لهم التصويت وهي نسبة غير كافية وغير مرضية وان هناك عدم مساواة في توزيع الدوائر الانتخابية وان معظم المرشحين للانتخابات غير مؤهلين سياسياً وثقافياً.. وغير قادرين على الممارسة السياسية والبرلمانية بالشكل الصحيح وان هناك غياباً لافتاً للبرامج السياسية في الانتخابات فقد تم التركيز على العلاقات الطائفية والعائلية والعلاقات الشخصية وانها خلت من وجود الأحزاب السياسية وان الأعضاء الذين ينتمون الى أسرة الصباح الكرام في التشكيل الحكومي عددهم أكثر من عدد المواطنين.
اليوم وبعد الانتكاسات التي منيت بها التجربة الديموقراطية وتعرضت للتوقف لعدد من المرات هل استطعنا ان نتجاوز تلك العقبات والثغرات ونطور هذه التجربة أو نحصنها الجواب بالنفي لأننا وبصدق لم نتعلم الدرس كما يجب! والله سبحانه وتعالى هو الحافظ والكويت ماشية على البركة ومن يقل غير ذلك يكن قد اخطأ في حق وطنه وتاريخه.. والله المستعان.
تعليقات