الشمالي وقع ضحية لطيبته!.. هكذا يعتقد سالم السبيعي

زاوية الكتاب

كتب 1207 مشاهدات 0


الأنباء

لمن يهمه الأمر  /  ويبقى الشمالي عزيزاً مكرماً

سالم ابراهيم السبيعي

 

انطلاقا من عاداتنا وتقاليدنا، وتحليا بالروح الرياضية، وانسجاما مع سلوك وأخلاق الفرسان، حين يبتسم الحظ لأحد الخصوم، فلا فجور في الخصومة ولا شماتة.. فيوم لك ويوم عليك، والأيام دول.

ترجل وزير المالية مصطفى الشمالي من صهوة جواده، بعد ان أدى واجبه حتى آخر كلمة قالها في استجوابه البرلماني.

بعد سماع جميع الأطراف، خرج كل منا بنتائج مختلفة، منا من اقتنع بما قاله المستجوبون، ومنا من اقتنع بردود الوزير المستجوب، ومنا من لم يقتنع بما قاله كلا الطرفين، ومنا من أخذته العزة بالإثم فانحاز لطرف ضد الآخر حتى قبل جلسة الاستجواب وسماع الطرفين، وهناك من انحاز لطرف «لغرض في نفس يعقوب».

الاستجواب «شكلا» عزز ورسخ الحياة الديموقراطية وأضاف لها بعدا وعمقا وتوثيقا، فقد مر هذا الاستجواب بإشكالات واجتهادات دستورية وقانونية ولائحية، أرست سوابق تطبيقية، وقائع وسيناريو الاستجواب توحي بأن أحد طرفيها يملك جيشا منظما من المراسلين المتطوعين، وجهازا إداريا خبيرا، حيث تم التدريب حتى على نبرات الصوت وعلى كيفية طرح المحاور، لكن المؤسف حدوث بعض النشاز، بكلمات وحركات يجب ألا تقال لمن لايزال يحمل ثقة صاحب السمو ويمثل احدى السلطات الثلاث، بالإضافة إلى خدش مسامعنا بنبرات لا يقبلها حتى الأطفال، اللافت للنظر الهدوء الحكومي والشفافية، وعدم السعي للحصول على أصوات نيابية بأي طريقة كانت واعتماد الحكومة على قوة رد الوزير وما يملكه من أدله وبراهين تقنع على الأقل عضوين أو 3 فقط من المعارضة لإضافتها لأصوات الحكومة ومن معها، لكن الطوفان جارف، والكثرة تغلب الشجاعة، والحكيم من اتعظ بغيره.

أما «مضمون» الاستجواب كما طرح، فكان مرتبا، حماسيا، يحمل أرشيفا من المستندات وبما أن هذه الأدلة قيلت تحت قبة عبدالله السالم وأمام الشعب فيصعب على المواطن العادي تكذيبها، أو تصديقها.. وفي المقابل فردود الوزير المستجوب يصعب تكذيبها مثلما يصعب تصديقها، لكن الحقيقة الواضحة والتي ظهرت ناصعة البياض كبياض غترة الشمالي، هي «نظافة يد الوزير من أي مصالح شخصية» وهذا يكفيه، وحتى لا نزكي على الله أحدا «فلكل شيء إذا ما تم نقصان» فالكمال لله وحده، فقد وقع الوزير ضحية لطيبته، وثقته الزائدة بالآخرين حين أشركهم بمسؤولياته، والدليل شهادة أحد خصومه (د.وليد الطبطبائي) بنظافة يد الوزير الشمالي حين قال: كان الوزير حارسا فقط لمغارة علي بابا ولم يكن منهم.

لقد وصف الله الإنسان الذي يحمل الأمانة بأنه ظلم نفسه، وكذلك الملائكة تشفق عليه.

فليس لنا إلا أن نلجأ الى الله سبحانه قائلين (اهدنا الصراط المستقيم) ثم نستلهم ونقتدي بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم حين اختصم رجلان الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال صلى الله عليه وسلم: «انما أنا بشر، انما اقضي بينكم بما اسمع منكم، ولعل احدكم ألحن بحجته من اخيه، فمن قضيت له من حق اخيه شيئا فإنما اقطع له من النار»..

فيا أخي الفاضل مصطفي الشمالي أنت عزيز مكرم.. إن كنت وزيرا أو كنت مواطنا

كلام موزون:

هي الأمور كما شاهدتها دول

من سره زمن ساءته أزمان

وهذه الدار لا تبقي على أحد

ولا يدوم على حال لها شان

أين الملوك ذوي التيجان من يمن

وأين منهم أكاليل وتيجان

وأين ما شاده شداد في إرم

وأىن ما ساسه في الفرس ساسان

وأين ما حازه قارون من ذهب

وأين عاد وشداد وقحطان

أتى على الكل أمر لا مرد له

حتى قضوا فكأن القوم ما كانوا

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك