(تحديث3) البيت الأبيض : تقارير مجزرة الحولة 'مروّعة'
عربي و دوليمجلس الأمن يعقد اجتماعاً طارئاً لبحث المذبحة ، والمراقبين : 116 قتيلاً حتى الآن في مذبحة الحولة
مايو 27, 2012, 9:48 م 2774 مشاهدات 0
ذكرت لجان التنسيق المحلية ان 51 شخصا قتلوا في سوريا بنيران قوات النظام في مختلف المدن والبلدات في وقت وجه فيه اهالي محافظة (حماة) نداء استغاثة الى المنظمات الحقوقية وبعثة الامم المتحدة في سوريا لانقاذهم من الجرائم التي يرتكبها النظام في مدينتهم بعد سقوط 25 قتيلا على الاقل وعشرات الجرحى في قصف استهدف عدة مناطق في وقت متأخر أمس.
وقالت اللجان في حصيلة لها ان قوات الامن والجيش صعدت من عملياتها العسكرية في المدن التي شهدت خروج مظاهرات مناهضة لنظام بشار الاسد للتنديد بالمجازر التي ترتكب بحق الشعب الذي يطالب بحريته واخرها مجزرة (الحولة) التي راح ضحيتها عشرات القتلى معظمهم من الاطفال.
واكدت ان اعمال العنف من قبل القوات النظامية اسفرت حتى الان عن سقوط 51 قتيلا بينهم 11 طفلا واربع نساء وستة جنود منشقين قتل 25 منهم في حماة وتسعة في دمشق وستة في حمص وخمسة في ريف دمشق واربعة في ادلب واثنان في درعا.
وقالت اللجان ان قوات الامن والشبيحة اقتحمت محال تجارية في منطقة الميدان بالعاصمة دمشق على خلفية مشاركتها في اضراب عام بالبلاد حدادا على ضحايا مجزرة (الحولة) وقامت بتحطيم محتوياتها واطلاق النار باتجاه المواطنين.
واضافت ان قوات النظام اقتحمت ايضا احياء (قبر عاتكة والموازيني والسويقة) في دمشق لفك الاضراب وتفريق المظاهرات التي خرجت تنديدا بمجزرة (الحولة) كما اقتحمت محال تجارية في (كفربطنا) في محاولة لكسر الاضراب في المدينة.
كما شهد حي (التضامن) في دمشق هجوم قوات الامن والشبيحة على المتظاهرين باطلاق الرصاص الحي والعشوائي ما ادى الى سقوط عدد من الجرحى وصفت حالات بعضهم بانها 'خطرة' وترافق ذلك مع سماع اطلاق نار في منطقة (الاعلاف) بالحجر الاسود بعد ان اغلق شباب الثورة احد الطرق العامة.
وفي ريف دمشق قالت اللجان ان قوات الجيش اقتحمت مدينة (المليحة) وسط اطلاق نار كثيف لترهيب الاهالي عقب خروج مظاهرات مناهضة للنظام السوري تندد بالمجازر الوحشية في البلاد فيما سمع دوي انفجار كبير هز مدينة (داريا) تلته اشتباكات لا تزال مستمرة بين الجيشين الحر والنظامي في بساتين داريا وسط انباء عن قدوم تعزيزات للمنطقة.
واشارت الى ان انفجارت عنيفة هزت كذلك حي (حلب الاتارب) حيث شوهدت اعمدة الدخان تتصاعد في المنطقة نتيجة قصف المروحيات الحربية فيما تعرضت احياء (الابزمو وبستان القصر وكفرناصح وكفركرمين وبابكة وطريق الاتارب والسحارة) في حلب لقصف مماثل.
وفي حمص اعلنت اللجان عن اصابة امرأة بجروح بالغة ومعها اربعة اطفال بعد قيام عناصر من الجيش وقوات الامن بتفجير الغام زرعتها في عدد من المنازل في قرية (الصالحية) ما ادى الى انهيار منزلين بالكامل وتضرر منازل اخرى في وقت تعرضت فيه مدينة (تلكلخ) لقصف عنيف بمدافع الهاون وفوهات الدبابات ومضادات الطيران.
اما في بلدة (حصرايا) بحماة فقد سمع اصوات اطلاق الرصاص الكثيف من الرشاشات الثقيلة على المنازل لترويع الاهالي تزامنا مع دوي انفجارات ضخمة هزت حي (القصور) وترافقت مع اطلاق نار كثيف وعشوائي فيما تحدثت عن سقوط تسعة قتلى في حي (مشاع الاربعين) جراء القصف العنيف الذي تسبب في تدمير عدد كبير من المنازل.
وقالت اللجان ان مبنى في ضاحية (ابي الفداء) بحماة تعرض لقصف بقذائف الهاون ما اسفر عن سقوط قتلى واصابة عائلتين بجروح 'خطرة' للغاية.
وقالت اللجان ان دوي انفجارات واطلاق نار كثيف من اسلحة ثقيلة سمع في بلدة (جاسم) بدرعا وسط تحرك لاليات عسكرية تابعة للجيش في شوارع المدينة.
وقال مسؤول عمليات حفظ السلام في الامم المتحدة ايرف لادسو يوم الأحد ان المنظمة الدولية تعتقد ان ما لا يقل عن 108 أشخاص قتلوا في مذبحة في بلدة الحولة السورية وانها تنحي باللائمة فيها على الجيش السوري.
وكان دبلوماسي ذكر في وقت سابق ان الجنرال روبرت مود رئيس بعثة المراقبين التابعة للامم المتحدة في سوريا أبلغ جلسة مغلقة لمجلس الامن عن طريق دائرة تلفزيونية مغلقة من دمشق ان 116 شخصا على الاقل قتلوا في الحولة.
وقال دبلوماسيون انهم اوضحوا في وقت لاحق ان هذا العدد هو في واقع الامر تقدير الجيش السوري الحر المعارض.
وصرح دبلوماسي بأن رئيس بعثة المراقبين في سوريا أبلغ مجلس الأمن في جلسة طارئة يوم الاحد بأن 116 شخصا على الأقل قتلوا وجرح 300 آخرون في مذبحة في بلدة الحولة السورية.
وكان الجنرال روبرت مود رئيس بعثة المراقبين التابعة للامم المتحدة في سوريا يتحدث في جلسة مغلقة للمجلس عن طريق دائرة تلفزيونية مغلقة من دمشق.
وقال البيت الأبيض يوم الأحد انه روعته أنباء يوثق في صحتها عن وقوع هجمات وحشية على نساء وأطفال في الحولة في سوريا ووصف هذه الأفعال بأنها دليل جديد على أن الحكومة السورية غير إنسانية وغير شرعية.
وقال متحدث باسم البيت الأبيض 'هذه الأفعال تمثل صورة حقيرة لنظام غير مشروع يرد على الاحتجاجات السياسية السلمية بوحشية لاإنسانية لا توصف.'
من جهته قال دبلوماسي في مقرر الامم المتحدة بنيويورك ان مجلس الامن يجتمع في الثانية والنصف من بعد ظهر الاحد بالتوقيت المحلي (18:30 بتوقيت غرينتش) للبحث في تداعيات الازمة السورية عقب مقتل نحو مئة في مذبحة الحولة، منهم عشرات الاطفال.
وقالت الانباء ان بريطانيا وفرنسا تقدمتا بمشروع بيان يدين المذبحة، التي تشير بعض المصادر الى ان عدد ضحاياها ربما بلغ قرابة مئة شخص على الاقل، قتلوا الجمعة والسبت.
ويأتي الاجتماع في وقت يتزايد فيه الضغط الدولي على نظام الرئيس السوري بشار الأسد بعد تأكيد المراقبين الدوليين مقتل أكثر من 90 شخصا، بينهم عشرات الأطفال، في منطقة الحولة بريف حمص، بينما اتهمت دمشق 'عصابات إرهابية مسلحة' بارتكاب المجزرة المروِّعة.
ونفت السلطات السورية، رسميا، الأحد ارتكاب مجزرة الحولة.
وقال جهاد المقدسي المتحدث باسم وزارة الخارجية للصحفيين في دمشق إن نساء وأطفالا ورجالا كبارا في السن قتلوا بالرصاص مشيرا إلى أن هذه ليست من سمات الجيش السوري.
وأضاف ' ننفي نفيا قاطعا مسؤولية القوات الحكومية عن المجزرة'.
وأدان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون مقتل المدنيين في الحولة، وبينهم 32 طفلا دون سن العاشرة.
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة، مارتن نسيركي، إن بان والمبعوث الدولي الخاص إلى سوريا، كوفي عنان، 'يدينان بأشد العبارات قتل الرجال والنساء والأطفال، في الواقعة التي أكدها مراقبو الأمم المتحدة على الأرض.'
وأضاف نسيركي قائلا إن بان وعنان 'يعتبران الحادث انتهاكا صارخا ومروِّعا للقوانين الدولية.'
وأردف قائلا إن عنان، الذي من المتوقع أن يصل دمشق الاثنين، 'قد طالب بمساءلة ومحاسبة من ارتكب هذه المجزرة.'
بيانات استنكار
كما صدرت أيضا بيانات استنكار للحادث عن كل من الجامعة العربية والاتحاد الأوروبي وبريطانيا وفرنسا وألمانيا والولايات المتحدة وأطراف إقليمية ودولية أخرى طالبت جميعها بإيقاف نزيف الدم في سوريا.
ودعت دولة الإمارات العربية المتحدة إلى عقد اجتماع عاجل لجامعة الدول العربية لمناقشة المجزرة.
وقالت وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية 'وام' إن وزير الخارجية الإماراتي، عبد الله بن زايد آل نهيان، دعا إلى عقد هذا الاجتماع، معتبرا أن 'استهداف المدنيين هذا يمثل رمزا مأساويا لفشل جهدنا بشقيه العربي والدولي لإيقاف العنف الذي يمارس ضد المدنيين في سوريا.'
بدوره، قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ: 'سندعو إلى عقد جلسة عاجلة لمجلس الأمن الدولي في غضون الأيام المقبلة'. وطالب في بيان رسمي برد فعل قوي على مقتل المدنيين في الحولة.
أما هيلاري كلينتون، وزيرة الخارجية الأمريكية، فقالت: 'ينبغي أن ينتهي حكم الأسد القائم على الخوف والقتل.'
ودعا برهان غليون الرئيس المستقيل للمجلس الوطني السوري تدخل عسكري دولي لإسقاط نظام الرئيس السوري بشار الأسد.
'معركة تحرير'
وقال في مؤتمر صحفي في مدينة اسطنبول التركية ' ادعو الشعب السوري إلى شن معركة تحرير وكرامة اعتمادا على قواه الذاتية وعلى الثوار المتنشرين في أرجاء البلاد وألوية وأصدقاء الجيش السوري الحر'.
غير أنه قال إن مثل هذا المعركة شن هذه المعركة مالم يضطلع المجتمع الدولي بمسؤولياته وفق البند السابع' .
ويدعو هذا البند إلى استخدام القوة العسكرية في حالة اتفاق مجلس الأمن على أن الأمن والسلم الدوليين يتعرضان للخطر بسبب أزمة أو مشكلة ما.
من جانبه، قال 'الجيش السوري الحر' المعارض إنه لم يعد بوسعه الاستمرار بالالتزام بخطة عنان لوقف إطلاق النار في سوريا، وذلك 'ما لم يتم إيجاد حل فوري للعنف الذي يمارسه النظام السوري.'
وأضاف في بيان 'نعلن أنه إذا لم يتخذ مجلس الأمن خطوات عاجلة وسريعة لحماية المدنيين، فلتذهب خطة عنان إلى الجحيم'.
'مجموعات إرهابية'
كما اعتبر المرصد السوري لحقوق الإنسان، ومقره لندن، أن 'الجرائم المقترفة في سوريا خلال الأربع والعشرين ساعة الأخيرة هي انتهاك لوقف إطلاق النار'.
وكانت وكالة الأنباء الرسمية السورية 'سانا' قد قالت إن 'مجموعات إرهابية مسلحة' هي التي هاجمت الجمعة قوات حفظ النظام والمدنيين في الشومرية وتلدو بريف حمص، ما استدعى تدخل الجهات المختصة التي اشتبكت مع 'الإرهابيين'.
ونقلت الوكالة عن مصدر رسمي في محافظة حمص قوله: 'لقد أسفر الاشتباك عن مقتل وإصابة عدد من الإرهابيين، إضافة إلى إحراق عدد من السيارات التي كانوا يستخدمونها في الاعتداء على قوات حفظ النظام والمدنيين'.
تعليقات