بوادر موسم صيفي واعد يعيد للسياحة التونسية عافيتها
الاقتصاد الآنمايو 26, 2012, 2:17 م 615 مشاهدات 0
على خلاف بقية القطاعات الاقتصادية الأخري التي عرفت تراجعاً بسبب عدم الانتظام في الإنتاج الراجع إلى تعدد الاحتجاجات الاجتماعية فإن القطاع السياحي بدأ يستعيد عافيته وذلك بشهادة تقارير المنظمة العالمية للسياحة وكذلك الأرقام والإحصائيات التي أعلنت عنها وزارة السياحة.
فقد عرفت الأربعة أشهر الأولي من السنة الجارية تسجيل 696.3 مليون دينار أي 461.12 مليون دولار من المداخيل، مقابل 343.70 مليون دولار خلال نفس الفترة من سنة 2011 و 491.44 مليون دولار خلال نفس الفترة من سنة 2010 مثلما صرح بذلك لـ 'العربية.نت' الحبيب عمار المدير العام للديوان الوطني التونسي للسياحة.
وقال الحبيب عمار 'انطلاقا من المؤشرات المتوفرة، والتي تتصل بالحجوزات المسجلة على مختلف الأسواق السياحية، فمن المتوقع أن يزور تونس خلال السنة الحالية 6 مليون سائح'.
وأضاف أن هذا الرقم وفي حالة تحقيقه سيمثل مؤشر اوعلامة قوية على عودة القطاع السياحي في تونس بعد الأحداث الأخيرة'.
وشدد المدير العام للسياحة التونسية على أن القطاع السياحي يبقي دائما مرتبطا بتطورات الأوضاع الأمنية في تونس، التي هي بمثابة 'باروماتر' بالنسبة لوكالات الأسفار العالمية التي تتعامل مع تونس.
وأوضح الحبيب عمار أن الأرقام المسجلة حتى الآن تكشف عن بداية عودة الثقة في الوجهة السياحية التونسية، وأن النمو المسجل في عائدات القطاع السياحي يفسر بارتفاع الوافدين والمقبلين على النزل خاصة، حيث بلغت نسبة امتلاء الوحدات الفندقية 18.5%، وتم تسجيل 5344 ألف ليلة سياحية مقضاة.
وأبدي عمار ثقة كبيرة في الصناعة السياحية في تونس، وفسر ذلك بقدرة البلاد على تجاوز مخلفات الأحداث التي نجمت عن ثورة 14 يناير 2011، من ذلك أنها استقطبت خلال الأربعة أشهر الأولي من سنة 2012 نحو مليون 1 فاصل 4 مليون سائح، أي بزيادة 51.8 % بالمقارنة مع النتائج المسجلة خلال سنة 2011، وبانخفاض لم يتجاوز 11% بالمقارنة مع أرقام 2010.
وأكد الحبيب عمار على أنه شديد التفاؤل بعودة السوق السياحية الجزائرية، بعد مشاركة قوية في المعرض السياحي الذي انتظم مؤخرا في العاصمة الجزائر، وتنفيذ تونس لحملة ترويجية في هذه السوق، وهي عمليات مكنت من إقناع الجزائريين بعودة الوضع الأمني في تونس الى مستويات عادية ولا تخيف، كما تم تنظيم زيارات إعلامية للصحف ووسائل الإعلام الجزائرية مكنت من التعرف على الوضع على الميدان، بهدف تجاوز الحملة الاعلامية السلبية التي تمت خلال الصائفة الفارطة، وأدت الى تراجع الوافدين من الجزائر.
وتسعى وزارة السياحة الى الاستفادة من سياحة القرب وخاصة مع الجزائر، وبحسب المسؤولين في تونس فانه من المتوقع أن يزور تونس خلال كامل سنة 2012 حوالي 850 ألف جزائري.
وعرفت الأشهر الأربعة الأولى محافظة السياح الليبيين على المرتبة الأولى بنحو 634 ألف سائح، يليهم الجزائريون بحوالي 207 آلاف سائح، كما حافظت فرنسا على المرتبة الأولى على مستوى السوق الأوروبية، حيث بلغ عدد السياح الفرنسيين الذين زاروا تونس خلال الفترة المذكورة 228.8 ألف سائح، ثم بريطانيا بـ66.7 ألف سائح، وألمانيا بـ64.8 ألف سائح.
ويرى التيجاني الحداد الخبير لدى المنظمة العالمية للسياحة في مقابلة مع 'العربية.نت' أن النتائج المسجلة خلال الخمسة أشهر الأولى من السنة الجارية كانت إيجابية جدا، وبينت أن القطاع قادر على استعادة عافيته بسرعة بفضل التقليد التي تمتلكها الادارة وكذلك المهنيين.
وحول الانتظار في المستقبل قال التيجاني 'الوضع في تونس يبقى صعبا وبالتالي لا يمكن التكهن بما سيحصل لأن البلد لا يعيش في ظروف عادية'.
وفي تصريح له قال رئيس الجامعة التونسية للنزل محمد بالعجوزة أن بعض وسائل الإعلام أثرت سلبا على السياحة التونسية موضحا أن السوق الفرنسية التي تعتبر أهم سوق يفضل الوجهة التونسية هو أكثر الأسواق المتخوفة والحذرة مما وقع الترويج له حول الإسلام والإسلاميين في إشارة ربما إلى ما وصف بتهويل وتضخيم الخطر السلفي و الحديث عن مظاهر التطرف التي تفجرت في المجتمع التونسي.
وأشار الطيب الرفاعي الامين العام للمنظمة للسياحة في موقع المنظمة 'ان السياحة التي تعتبر قطاعا اقتصاديا صلبا وستكون من بين القطاعات الأولى التي ستتجاوز الوضع الراهن وتدعم العودة الشاملة للاقتصاد'.
وحسب ما ورد في موقع المنظمة فإن الفاعلين في السياحة في القطاعين العام والخاص قد أبدوا تفاعلا إيجابيا تجاه عودة الأوضاع الى طبيعتها حيث فتحت أهم الوجهات السياحية واستعادت شركات الطيران نشاطها فيما شرعت وكالات الاسفار في التسويق لعروضها التجارية.
وتمثل المداخيل السياحية 10 بالمائة من الناتج المحلي الخام في تونس مقابل 6 بالمائة في مصر. وبلغت المداخيل السياحية خلال سنة 2009 حوالي 3 مليار دولار بفضل توافد 7 ملايين سائح اجنبي بالنسبة لتونس و11 مليار دولار بفضل توافد 12 مليون سائح اجنبي بالنسبة.
تعليقات