علي البغلي: لم يماثل أحد في الخليج المغفور له عبدالله السالم!

زاوية الكتاب

كتب 819 مشاهدات 0


القبس

جرة قلم  /  يا فيصل.. تخيل الكويت من دونكم!

علي أحمد البغلي

 

النائب فيصل المسلم بعد رجوعه من رحلة مظفرة الى مدينة دبي العامرة، وذهوله لما رآه من تقدُّم على جميع الأصعدة، قال إنه كلما زرت دبي.. تحسّرت على الكويت، وعلة الكويت في فردية القرار.. المسلم أضاف، لا فُض فوه: «إن مسار الأمور في الوقت الراهن بين طريقين، إما احترام المؤسسات وسيادة القانون ومحاسبة المفسدين، وإما عودة الشباب الى ساحة الإرادة».

وأنا باشتغالي في الساحة السياسية لعقود من الزمن لم أسمع كلاما متناقضاً مع أفعال أكثر مما رأيت من بطل الدائرة الثالثة في انتخابات «3 فبراير» سيئة الصيت! ونقول لفيصل المسلم بطل الشيكات، التي انفجرت في وجهه Back Fired لينال بعدها حكماً ساطعاً كالشمس في «رابعة تموز» يدينه إدانة قاطعة، وهو حكم يرجح كثير من الفقه أن ما ارتكبه المسلم في كشفه للأسرار المصرفية للأشخاص قد يُعد فعلا ماسا بالشرف والأمانة! وبعد هذا الشرف الرفيع الذي حازه مدرس التاريخ، وبعد نجاحه في انتخابات مجلس 3 فبراير، نصّب من نفسه وصنوه الآخر مسلم البراك، ضباط تحقيق في مخفر مجلس 3 فبراير.. فمسك المسلم تحويلات وزارة الخارجية مدينا نهج سمو رئيس الوزراء السابق مقدما، متجاهلا أن اتهاماته الواهية له تمنعه عنه القاعدة الدستورية التي تقول إن «المتهم بريء حتى تثبت إدانته»! وذهب لوزارة الخارجية وسيذهب للبنك المركزي، والنتيجة كلها «فاشوش» كبير، وستنفجر في وجهه وزميله مثلما انفجرت قنبلة شيكات الرئيس.. ويظهر أن الدنيا ضاقت في وجهه بالكويت بما حملت، فذهب ليروّح عن نفسه في دبي وذُهل لتقدمها، وحزن لتأخرنا!

***

نقول لفيصل المسلم، عضو كتلة اللاتنمية واللاإصلاح: إن تأخرنا عن دبي خصوصاً في السنوات الست الماضية ووقوفنا «استرح» أو «للخلف در» كان صناعة يدك ومن لف لفك قولاً واحداً.. ولا حاجة لتعداد درر كتلة التنمية والإصلاح في المجلس، يكفي الاطلاع على أسماء المنتمين إليها: الطبطبائي وهايف وحربش، ليعرف الناس ما طرحوا، فالكتلة بطرح أعضائها مثل ما يقول الشاعر: «على قدر أهل العزم تأتي العزائم»!

يا فيصل: دبي تقدّمت بخطوات مذهلة، والكل يعرف لفردية القرار فيها.. وعدم وجود أمن يجرؤ على عرقلته هناك من أمثالكم. فحاكمها شخص ذو رؤية ثاقبة، ونظرة للمستقبل لا يحدها حدود، وجرأة لا متناهية في اتخاذ القرار رغم كل التحديات وتحمّل كل النتائج.

* * *

ونحن في الكويت «درة الخليج»، لم ينقصنا في النصف الثاني من القرن العشرين حاكم يحمل رؤية مستقبلية ثاقبة.. فلم يماثل أحد في الخليج وحكامها المغفور له عبدالله السالم، الذي تفرّد في كل شيء من التنمية حتى الدستور والديموقراطية، التي لم تعرفها بعض دول الخليج حتى الآن بعد ستين عاماً! المغفور لهما صباح السالم وجابر الأحمد، كانا لا يُشق لهما غبار في التنمية والرؤية المستقبلية، مع شقيقهما المغفور له الشيخ سعد العبدالله.. وكانت كل الطرق أمامهم مفتوحة للنجاح والتألق والأداء. هل تعرف السر؟ لأننا لم نُرزأ بأمثالكم في حياتنا السياسية أيام حكم أولئك الشيوخ الكرام! ومنذ أن تولى صاحب السمو الأمير - حفظه الله - سُدة الحكم منذ 6 سنوات، ناوأت يا فيصل أنت وأمثالك حكوماته وما زلتم، ووضعتم كل ما تفتقت عنه أذهانكم من عصي في دواليبها، حتى أصبحنا على ما نحن عليه، نتحسّر على أحوالنا!.. لكن من أفاعيلكم فأنتم السبب الأول والأخير لما آلت إليه أحوالنا.

نقترح عليك ومن لف لفك الذهاب في إجازة مفتوحة سنتين الى دبي للاستمتاع بمباهجها، واتركونا لشأننا، وحرروا قراراتنا من تسلّطكم.. أراهن أن مجاميع من أهل دبي الكرام سترونها في الكويت تبدي ذهولها وإعجابها بما أحرزته من تقدم، لأنها كانت كويت - من دونكم!

ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك