د. حسن جوهر يرى أن عضلات الأغلبية لا قيمة لها بدون مخ!
زاوية الكتابكتب مايو 25, 2012, 1:22 ص 1517 مشاهدات 0
الجريدة
أغلبية مخ أو عضلات
د. حسن عبد الله جوهر
الأغلبية البرلمانية تتمتع بقوة ضاربة على المستوى السياسي والشعبي وتحمل مشروعاً كبيراً، على الصعيد التشريعي والرقابي، وبإمكانها أن تغير الكثير من المسارات المنحرفة، ولكن مقومات القوة هذه لا نراها تستغل بالشكل المطلوب. ومع بدايات المجلس الحالي قلنا إن نقطة ضعف الأغلبية تكمن في قوتها، وإن التحدي الأكبر لها يتمثل في قدرتها على الانسجام بل والقدرة على مواصلة هذا الانسجام، بسبب التفاوت الكبير بين بعض أعضائها في الرؤى والأولويات والممارسات السياسية، خصوصاً أنه في نفس الوقت يعيش معظم نوابها هاجس حل المجلس، ولذلك فإن سمة العضلات وفردها واستعراضها تغلب جانب العقل والتفكير المنطقي، ولهذا نرى أن التسابق على الاستجوابات قد بدأ مبكراً خشية الحل المبكر أو المفاجئ.
وفي مثل هذه المعطيات، فإن هذا الجسم الكبير للأغلبية يسهل اختراقه سواء من قبل الحكومة أو الأقلية الضئيلة، كما حصل بالنسبة لاستجواب وزير المالية حيث اختارت الحكومة التكتيك المناسب لخلط أوراق المستجوبين، وسرعان ما دخل بعض نواب الأقلية على الخط للاستمرار في بعثرة تلك الأوراق من جديد، الأمر الذي يؤدي في النهاية إلى هدر وقتها وإشغالها حول نفسها وإرهاقها في حواراتها الجانبية وإعادة ترتيب أوراقها عند كل محطة جديدة.
وكان على الأغلبية الاستمرار بشكل منظم في تفعيل الدور التشريعي خصوصاً لسد الثغرات الكبيرة في منظومة الفساد المالي والإداري، وتوفير الغطاء القانوني للإصلاح السياسي، وتمكين مبدأ استقلالية القضاء قبل القفز على الاستجوابات المبكرة، إضافة إلى التصريحات الاستفزازية واللامسؤولة ومنها التحرش بالنظام وإن كانت من قبل أصوات نشاز فردية لأنها يمكن أن تعمم على جبهة الأغلبية إعلامياً وشعبياً، ودون أي مبرر سوى الجهل السياسي.
ونعلم أن الشارع يمثل ضغطاً كبيراً على النواب الذين يعيشون هاجس الخوف من أي انتخابات مبكرة، وقد تكون مثل هذه الانتخابات المبكرة أيضاً فرصةً لفوز عدد كبير من نواب الأغلبية الحالية، ولكن الرأي العام بشكل إجمالي سريع التأثر والتبدل، وبالتأكيد لن يتوفر هذا الرقم الكبير مرة أخرى، الأمر الذي يعيدنا إلى المربع الأول حيث عودة الحكومة وبالتحالف من أقلية برلمانية مؤثرة للاستحواذ على المجلس، وبالنتيجة بقاء الوضع الحالي حيث كل أشكال وأنواع الفساد.
ولهذا بات من الضروري أن يرتفع صوت العقل في كتلة الأغلبية، ويكفينا استعراض العضلات التي لا قيمة لها بدون مخ يوجهها ويقودها إلى أداء أفضل وممارسة تفرض هيبة القانون وكسب احترام الناس أكثر فأكثر.
تعليقات