اغتصاب البلد!!

زاوية الكتاب

كتب 1106 مشاهدات 0


لا شك أن أعمق الآلام وأشدها هي التي تحدث من الاغتصاب، والذي يتعدى الاعتداء الجسدي الى الاعتداء النفسي، وهو بالتأكيد أكثر عمقا من السرقة وغيرها. وقد تتعرض الفتاة العفيفة لجريمة الاغتصاب عند ظروف معينة تجعلها فريسة سهلة للذئاب. ومن أهم الأسباب التي تجعلها معرضة للاغتصاب عندما يخيب اتكال ولي الأمر على أبنائه ووكلاء أعماله في ادارة شئون البيت والذي تمثله الفتاة اللؤلؤة المصونة فيه. فعندما يضل الأبناء ويتخلفون عن أداء أدوارهم وبنفس الوقت تخيب أمانة الوكلاء، فإن ذلك يجلب العار والخيانة في البيت وتكون ضحيته عفة وشرف الفتاة!!!وهكذا ما يحصل لبلدنا يا سعادة رئيس الحكومة، عندما تخرج علينا بوزراء دون المستوى ودون الكفاءة والأمانة. لقد عانت بلدنا سنين عجاف من توالي الحكومات السابقة التي عاثت بالبلد العفن والفساد الذي أزكم الأنوف وفاحت رائحتها في الاستجواب وزير المالية الماضي. لقد نفض الاستجواب الغبار عن حقائق هزت أركان المواطنين سواء كان العبث في استثمارات المال العام التي ذهبت هباء منثورا يمينا وشمالا، أو التي ذهبت لتبني سلاحا نوويا لجارة لا زلنا نعاني من بوائقها!!!. وغيرها من المآسي الكثيرة التي رسمت الصدمة والذهول على أبناء الشعب وجعلته يشعر بخزي وعار مما حدث من اغتصاب البلد المادي والمعنوي جراء هذا التجرؤ والعدوان الذي أتى من القريب والبعيد!!! ويعتبر الاستجواب أداة مساءلة للوزير، ولكن العبرة تكون في القدرة على محاسبة المفسدين ومعالجة الفساد، وهذا الذي نتأمله من الأغلبية البرلمانية أن تسير على تكتيك وتعاون متناسق ليس فقط لكشف الفساد ولكن معالجة الخلل وإجبار الحكومة على تفهم واستيعاب رغبة الشعب في الاصلاح والتطور، وذلك عن طريق المهنية والشفافية. ولم يعد حل المجلس بعبعا على الأغلبية ولا على الشعب لأن قياس الوعي الشعبي في تزايد وشعبية الأغلبية في تصاعد. ولحسن الحظ أن البلاد المغتصبة، باختلاف عن البشر، تستطيع ان تعود لعذريتها وشرفها عندما يصحح ولي أمرها الأخطاء ويحاسب المفسدين ويوليّ كفاءاتنا لادارة شئون أمورنا. 

كتب: م. سالم محسن العجمي

تعليقات

اكتب تعليقك