خالد السلطان كما يراه د. وائل الحساوي يقوم بدور مهم في ضبط الأغلبية!
زاوية الكتابكتب مايو 24, 2012, 12:56 ص 889 مشاهدات 0
الراي
نسمات / الإصلاح مقبل فاركبوا عجلته ولا تئدوه!
د. وائل الحساوي
كلما سمعت ما يتم ترديده عن قرب حل مجلس الامة لتأديب اعضاء المجلس الحاليين فاني اشعر بالغثيان ليس حباً بالمجلس الحالي او خوفاً على تجربتنا البرلمانية من المساس ولكن بسبب شعوري بأن هنالك من لايزال يعتقد بأن الحرية والديموقراطية هي هبة يهبونها للشعب ويتفضلون بها عليهم، وان اي غلطة من الشعب توجب سحب تلك الهبة منهم ومعاقبتهم.
نحن ندرك بأن هذه الترويجات التي تجري اليوم بقرب حل مجلس الامة ليست مجرد اشاعات ولكن يقف وراءها اطراف متنفذة تتربص الفرص لكي تنقض على المجلس وعلى مكتسبات الشعب، ونحن ندرك بأن السبب لا يكمن في كثرة تقديم الاستجوابات، فالغالبية لم تقدم الا استجواباً واحداً للوزير الشمالي بينما تصدت لكثير من طموحات بعض نواب الغالبية لتقديم استجوابات مستحقة.
وأخص بالشكر الاخ الفاضل خالد السلطان الذي يقوم بدور مهم في ضبط الغالبية ومنعهم من الانجراف وراء الاستجوابات دون مبرر ووقف الاستعجال الذي ينطبق على كثير منهم، لكن المشكلة كما قال بعض النواب هو خشية الاطراف المتنفذة من فتح الصندوق الاسود الذي يحتوي على اسرار خطيرة تتعلق بمصاريف كثيرة وفساد مالي وتجاوزات في الدولة، وقد كان واضحاً من تقارير لجان التحقيق في الايداعات المليونية والتحويلات الخارجية واستثمارات صندوق التأمينات الاجتماعية بأن الشق كبير وقد يطول رؤوساً كبيرة وكنوزاً مخفية.
لذا فإن الحديث عن حل المجلس يمثل واقعاً صحيحاً قد يأتي في اي لحظة وفي ظل اي ازمة مصطنعة بين الحكومة والمجلس، ولكن الاسباب الحقيقية لهذا الحل هي جيوش الظلام التي تقتات على جراحات هذا الشعب المسكين ويعميها النور الذي يضيء... جوانب الكون.
> نصيحتي للحكومة الفاضلة بأن تفتح المجال للاصلاح على مصراعيه والا تسعى لتعطيله، لان ذلك التعطيل سيكون موقتا ولايمكن ايقاف عجلة الاصلاح الى الابد، وخير للحكومة ان تتألم اليوم من ضربات المجلس ومساعيه للاصلاح الى ان تستقر الامور وتعود الحياة طبيعية، من ان تقف حجر عثرة الى ان يكتسحها النور.
> اما نصيحتي لتيار الغالبية في المجلس فهي ان يستمروا في المحافظة على هدوئهم وتماسكهم، والا يجعلهم تكشّف الحقائق امامهم وعظم الفساد يفقدون توازنهم ويستعجلون بقطف الثمرة، وقد رد الخليفة الراشد عمر بن عبدالعزيز على ابنه الذي انتقده بسبب عدم اجتثاث الفساد دفعة واحدة بقوله: (الا ترضى من ابيك ان يحيي في كل يوم سُنَّة ويقمع بدعة؟!).
تعليقات