عن الوقف الإسكندنافي.. يكتب فيصل الزامل

زاوية الكتاب

كتب 724 مشاهدات 0


الأنباء

كلام مباشر  /  الوقف الإسكندنافي  (السويد – الدنمارك)

فيصل الزامل

 

تتكون اسكندنافيا من أربع دول، السويد، الدنمارك، النرويج، فنلندا، يفصلها عن أوروبا بحر البلطيق، يبلغ عدد العرب والمسلمين فيها 1.3 مليون نسمة، كثير منهم حاصل على الجنسية ويمارس حياته كمواطن مندمج مع أنظمة الدولة مع الحفاظ على هويته الإسلامية، وهو موضوع كان محل نقاش في تلك المجتمعات التي طلبت من المهاجرين الاندماج في وطنهم الجديد في حين يرى المسلمون أن الاندماج الايجابي يختلف عن الذوبان، فالأول يعني ممارسة المواطنة الكاملة بكل ما فيها من حقوق وواجبات وليس من بين الواجبات تخلي المرء عن دينه، وقد أثبتت التجربة أن جزءا من الشباب الذين فقدوا هويتهم هناك تحولوا الى عالم الجريمة وكثرت حوادث القتل بينهم وبين بقية العصابات المحلية من باقي الجنسيات المهاجرة بسبب المخدرات او السرقة وسائر مكونات عالم الجريمة، في المقابل تقدم برامج التربية الإسلامية في أوساط المسلمين جيلا مستقرا ومسالما يتعامل مع مجتمعه الجديد بطريقة إيجابية لا تقوم على الانغلاق ولا على الذوبان المطلق، الى حد انني تعرفت على المسؤول عن رابطة الشباب المسلم في كوبنهاغن، وهو شاب في الثلاثينات وهو شخصية معروفة هناك عبر البرامج التلفزيونية المحلية كرئيس لتلك الرابطة وفي الوقت نفسه يعمل كمسؤول عن أمن مطار كوبنهاغن، وبالطبع لم يكن ليصل الى ثقة المسؤولين هناك لولا اطمئنانهم الكامل الى أن نشاطه بين الشباب هو لصالح البلد ويحقق لها الأمن وليس العكس كما هو الشعور الخاطئ في دول اخرى.

في هذا الإطار فقد جاءت عناية الكويت بدعم هذه الجهود الخيرة لتحقق مقصود الشريعة الإسلامية في أوساط الأقليات الإسلامية من حيث تحقيق التوافق بين تلك الأقليات والبيئة المحيطة بهم ومن ثم الحفاظ على تلك المجتمعات من المخاطر السلوكية او الأمنية وهو الذي شجعني على المشاركة في حفل تأسيس الوقف الاسكندنافي في الفترة من 18 الى 21/5/2010 وقد اشتملت تلك المناسبة على يومين من الندوات، ثم خصص اليوم الثالث لحفل وضع حجر الأساس للمجمع الجديد في مدينة مالمو ـ السويد، والذي تم شراء أرضه بأموال الجالية وبغير تبرعات من الخارج، تبرعات من النساء، بعضهن دفعن حليهن ومن الرجال الذين تبرعوا بمدخراتهم لصالح شراء أرض الوقف، وقد تم الانتهاء من الحصول على تراخيص بنائه بعد موافقة جميع السكان المحيطين بذلك الموقع، و20 جهة حكومية ذات علاقة بتلك التراخيص.

وكان للحضور الكويتي تأثير كبير في الجالية التي احتشدت بأطفالها ونسائها قادمة بالباصات الضخمة والسيارات من مختلف أنحاء اسكندنافيا، حيث تولت الأمانة العامة للأوقاف في الكويت رعاية أنشطة الندوات، وشارك الأمين العام د.عبدالمحسن الخرافي في جميع تلك الأنشطة، وتميزت إدارته لها بالدماثة والحكمة التي لمسها رؤساء الـ 35 مركزا إسلاميا والذين شاركوا في الندوات وعبر عدد منهم عن إعجابه بشخصية د.الخرافي التي استوعبت الفروقات بين بعضهم البعض، وشجعتهم طريقته على التفكير الايجابي والتعاون والتكاتف بينهم وتحمل الاجتهادات المتنوعة لصالح الأبناء والأجيال الجديدة الناشئة، وتولى تلفزيون الكويت عبر وفد من 3 أشخاص من الشباب الكويتي تغطية أنشطة الندوات وحفل الافتتاح بكفاءة مميزة حببت العرب هناك باسم الكويت عاليا في تلك البلاد التي تضم الألوف الذين قدموا من بلاد عربية (فلسطين ـ العراق ـ لبنان ـ المغرب العربي ـ مصر ـ السودان)، حيث شعر الجميع بشكل واضح بما تقدمه الكويت للعرب والمسلمين، فكان الثناء والتقدير للكويت حكومة وشعبا يتصدر معظم أنشطة وندوات تلك المناسبة الناجحة.

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك