دلع المفتي تكتب: خف علينا يا رشدي أباظة!
زاوية الكتابكتب مايو 24, 2012, 12:13 ص 2592 مشاهدات 0
القبس
ابتسامة خجلى / خف علينا يا رشدي أباظة!
دلع المفتي
«الحكومة، الداخلية، الرادار، أم الركب السود، السلعوة، الشاويش، المخفر، الساحرة» هذه عينة من ألقاب يستعملها الأزواج في وصف زوجاتهم، إما بين أصدقائهم أو عبر وسائل الاتصال، ضمن حملات السخرية التي تدور «من تحت لتحت» حول الزوجات، شكلاً وموضوعاً، ومقارنتهن «بسذاجة» بنساء من جنسيات وأصول مختلفة.
إلا ان الأمر استفحل (من الفحولة) ووصل إلى مواقع التواصل الاجتماعي، حيث شنت حملات ساخرة متبادلة يحاول كل طرف التهكم فيها على الآخر، وآخرها حملة «أم الركب السود»، اشارة من الشباب إلى لون بشرة الفتيات، متناسين ان لون البشرة في منطقة جغرافية معينة يشمل الرجال والنساء معا ولا يقتصر على «ركب» الإناث فقط. وهذا ما جعل النساء يقمن برد مضاد بحملة «مكسر وفانيلة» في محاولة لإجبار الرجل الخليجي للتخلي عن البنطلون القطني والفانيلة التي يلبسها تحت الثوب أو الدشداشة، إلى لبس البيجامة العصرية. وكان عنوان حملة النساء في منتهى الفكاهة: زوجي العزيز كما تريدني ألبس لك.. البس لي! «حملة خلوه يلبس بيجامة». فما كان من بعض الشباب إلا ان نزلوا إلى الشارع وهم يرتدون «السروال والفانيلة» وسط دهشة المارة، في تحد مباشر لسخرية الفتيات.
موضوع السخرية ليس جديداً علينا ولطالما برعنا به، بشهادة الجاحظ أكبر ساخر في تاريخ العرب. ولطالما دأب الزوج على السخرية من الزوجة بشتى الطرق، وتحديداً في جوانب الجمال والشكل، ومقارنتها بغيرها من النساء، سواء عربيات أو أجنبيات، أو حتى فنانات معروفات، حتى باتت القنوات الفضائية تشكل كوابيس تزعج النساء حين يدوخ الزوج من «طلّة» النجمات الباهرة فيبدأ بالتعليقات والسخرية والشماتة والمقارنة، غافلاً عن دعم المكياج وعمليات التجميل، متناسياً أنه بطريقته تلك، هو يتهكم أيضاً على امه وبناته وأخواته!
في هذا الصدد، يقول المتخصصون إنه بالرغم من كون الموضوع يبدو للبعض مجرد نكتة «عالماشي» وعملية تنفيس بريئة، إلا أنه يشكل نقطة مهمة في العلاقة بين الجنسين، فهو في حقيقة الأمر رغبة في تعديل سلوكيات الأزواج، وكذلك في طريقة التعامل المشترك، ولفت انتباه كلا الطرفين بطريقة مرحة لبعض الأشياء التي يحبون أن تتوافر فيهم. فإن استبعدنا «الإهانة، والضيق والحرج» التي يتسبب فيها الضحك على الآخر «سواء الزوج أو الزوجة»، فإن هناك رسالة ما يود أحدنا تمريرها للآخر..! فإن استطعتم، ركزوا في المضمون وتجاهلوا الظاهر وإن كان مؤلما.
لكن يبدو أن المزاج في بلد كماليزيا لا ينسجم مع النكتة ولا رسالتها الخفية، هناك لم يسكتوا عن هذه الظاهرة. فقد تم تقديم اقتراح لتعديل قانون الأحوال الشخصية يعاقب بموجبه الزوج الذي يسخر من زوجته، (عقبالنا)، وأدرج ضمن قانون العقوبات تحت بند «الأذى النفسي». ولعل الأوان أزف كي ينتبه الرجال من موضوع السخرية من الزوجات، وليحذروا العقوبة في حال تطاولهم نفسيا على المرأة.
وإلى كل رجل ساخر: خف علينا.. يا رشدي أباظة، يا جورج كلوني، يا براد بيت.
تعليقات