د. وائل الحساوي يتسائل: متى يتم تفكيك الحكومة؟!

زاوية الكتاب

كتب 1049 مشاهدات 0


الراي

نسمات  /  متى يتم تفكيك الحكومة؟!

د. وائل الحساوي

 

أذكر في ما أذكره بأن مشاريع كثيرة قد تم تقديمها سابقا حول تفكيك كثير من الوزارات والمرافق الحكومية، فوزارة الإعلام قد قدم الدكتور أنس الرشيد مقترحا متكاملا لتفكيكها إلى هيئات عدة واستحسن الجميع تلك المقترحات واعتقدنا بان العمل سيبدأ بها، والبلدية تم اقتراح تقسيمها إلى ست محافظات مستقلة تغطي المحافظات الست في الكويت وتقضي على التضخم الوظيفي والروتين القاتل والفساد الذي لا تحمله البعارين، ووزارة المواصلات تم اقتراح تحويلها إلى هيئات مستقلة تختص كل هيئة منها باختصاصات محددة مثل هيئة البريد وهيئة الطيران المدني وهيئة الموانئ وهكذا وزارة الشؤون وغيرها.
ان الدول المتقدمة لم تعد تعتد بهذا النظام المريض الذي نصر على تطبيقه ويتكفل به وزير مختص، فلم يعد هنالك وزارة للاعلام مطلوب منها مراقبة الصحف والفضائيات والتدخل في شؤون الناس ومحاسبتهم، ولكن القضاء هو المكان الذي يصلح للنظر في خصومات الناس، اما الملايين التي تنفقها الوزارة على ألوف الموظفين في وسائل اعلام متخلفة لا يتابعها احد فهذه يمكن توفيرها ودعم الاعلام الشعبي بها.
كذلك فان البريد الذي يزداد سوءا على سوء كل يوم ويستخدم البعارين في توزيع الرسائل فهو يصلح لان يكون من عجائب الدنيا السبع، اما الخطوط الجوية الكويتية التي جنينا عليها ثم بكينا عليها ونسعى لوضعها في المتحف فهي تحكي قصة مولود كبر وهرم دون ان يجد من يمد له يد الحنان والعطف، نحن بحاجة إلى ثورة في عالم الادارة لكي نتخلص من ذلك الروتين القاتل والاداء الحكومي السيئ، واذا كانت الحكومة تتجنب تطوير اداء اجهزتها او التخلص من الامور التي لا تتطلب الاشراف المباشر عليها طمعا في تكوين النفوذ او تنفيع اشخاص معينين، فانها يجب ان تفكر في شعبها الذي زادت عليه الاوجاع وتعقيدات الروتين الحكومي وشلل الاقتصاد، كما يجب ان تفكر في وزرائها الذين تحملهم ما لا طاقة لهم به من الاعباء ثم تتركهم وشأنهم يواجهون صفعات استجواب النواب!!

إعلانات ترفع الضغط!!

لو كنت مكان وزارة الاشغال لما بادرت إلى نشر اعلانات في الشوارع وفي الصحف عن انجازات لم يتحقق اي شيء منها حتى الآن مثل مشروع طريق الجهراء ومشروع المطار الجديد ومشروع جسر جابر ومشروع وزارة التربية الجديد، والسبب هو ان تلك المشاريع مازالت في طور التنفيذ ولا يعلم الا الله ان كانت ستستمر ام ستتوقف كما توقفت كثير من المشاريع التي طنطنت عليها الوزارة كثيرا.
اما السبب الثاني فهو ان تلك المشاريع حتى وان تم انجازها في الوقت المحدد فهي تمثل نسبة لا تتعدى العشرة في المئة من المشاريع المطلوب تنفيذها، فعلى سبيل المثال فان الانفجار الكبير الذي تحدثنا عنه في النظام المروري وتكدس مئات الالوف من السيارات في جميع الطرقات، ودخول 130 الف سيارة سنويا إلى شوارع الكويت كما ذكرت الاحصائيات الرسمية- هذا التكدس والفوضى والمرارة التي يعيشها الناس يوميا لا يمكن ان تجعلهم يفرحون بانجاز طريق من الطرق بعد سنوات طويلة من الانتظار والمعاناة.
اما الامر الثالث فان الناس تعيش اليوم حالة من الغضب والاحباط في ما يتعلق بالطرق التي تعاني من التكسير والانسداد والتعاريج، ومن المطار الذي لم يعد يصلح حتى لطائرات المراوح- لا تنسى كذلك اسطول الكويتية المتهالك- فما فائدة عرض صور جميلة امامها لنقول لها انتظري سنتين او اكثر لتحصلي على النتيجة؟!
إن في النفوس لحسرة، والإعلانات هذه تزيد من حسرتها ولا تخففها!!

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك