لم يعد هناك ما يخشاه المفسدون في الكويت.. هكذا يعتقد الخرافي
زاوية الكتابكتب مايو 18, 2012, 12:22 ص 849 مشاهدات 0
القبس
لن نتركهم يحرقون أجمل وطن
خليفة مساعد الخرافي
بعد وقفة مع النفس، وبعد ان اكرمني الله بإجازة مريحة استمتعت بها، جلت فيها مع أصحاب اسبان «تحطهم على الجرح يبرأ، شايليني على كفوف الراحة»، زرنا ايطاليا الجميلة وتجولنا في مدينة فينيسيا (البندقية)، وزرنا ما يحيطها من مدن وريف وجبل وبحيرات، كما تمتعنا بزيارة اسبانيا البديعة وجلنا في بعض المدن والريف والجبل المتاخمة لمدريد، كما استمتعنا بالتجوال في سهول وهضاب ووديان المغرب الرائعة، كنت خلالها لا اقرأ الصحف الكويتية ولا غيرها، ولا اتابع القنوات الفضائية الكويتية، فقط اتواصل مع اصدقائي المغردين والمغردات بعناوين كويتي في فينيسيا أو كويتي في مدريد أو كويتي في فاس، أو كويتي في مراكش، أو كويتي في افران، أو كويتي في طنجة أو كويتي في ششتاون، وهي مدينة مغربية جبلية جميلة جداً جداً ضاربة في القدم، ألوان منازلها زرقاء «جويتي»، وقد اتاحت لي هذه السياحة أن ارجع الى وطني بروح اقوى وأكثر جرأة، ووضحت الصورة القاتمة للوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي والخدمي والترفيهي في الكويت من تردٍ وسوء، والسبب يرجع الى أنه لم يعد هناك ما يخشاه المفسدون، لقد عاثوا في البلد فساداً، وكسروا القوانين وتجرأوا على هيبة القضاء، وتجاهلوا توصيات الخبراء بالتحذير من سوء أوضاعنا الاقتصادية، لا بل يهزأون بتوصيات الخبراء بها ويتمسخرون عليها. لن نجامل احداً بعد اليوم، فلن نجامل سلطة متخاذلة ضعيفة متخبطة ثبت انها غير قادرة على تطوير الوطن واصلاحه، ولن نجامل ولن نهاب نواباً استمدوا شعبيتهم بادعاء المعارضة ومحاربة الفساد، بينما هم المسبب الرئيسي للفساد بعدم تشريعهم قوانين ضد الفساد، ولكسرهم القوانين لوساطتهم الجائرة حتى يزداد عدد المصوتين لهم بالانتخابات، وما زاد الطين بلة، وآه ثم آه، في هذا الزمن الاغبر، هو تورط ابناء الأسرة الحاكمة بجريمة حرق الوطن وتخريبه بصراعهم.
لن نتركهم يحرقون اجمل وطن ونحن صامتون ونتفرج، فكما بناه أجدادنا وآباؤنا وعمّروه علينا أن ننقذه مهما تطلب الأمر، لا يعنينا من يفوز في الانتخابات، ولا تعنينا مصالح البعض وغاياته سواء للرزة أو المصلحة أو التكسب، يجب علينا أن نقف وقفة صلبة وجادة ضد جريمة حرق الوطن، فإذا كانت وسيلة البعض بالتجمع في ساحة الارادة ونجح في مبتغاه، فسنتجمع في ساحة الارادة بكل طوائفنا وقبائلنا وفئاتنا لتبيان عدم رضانا عن ضياع الوطن.
تعليقات