المضاربون ولعبة الثور الهائج! ..بقلم عبدالله الجعيثن

الاقتصاد الآن

750 مشاهدات 0


  في مدن الألعاب (الملاهي) كما يسمونها لعبة عجيبة، تصطف فيها مجسمات ثيران موصولة بالكهرباء، وتحتها رقائق الأسفنج.
يصطف اللاعبون فوق الثيران، فإذا امتطى كل لاعب ثوره شغلوا الكهرباء فاهتزت الثيران بشكل هائج، وكلما مضت الثواني زادت الثيران هيجاناً، فمن اللاعبين من يسقط خلال ثوان، ومنهم من يصبر ويتمسك فيزيد هياج الثور حتى يسقط..
في نهاية المطاف - وهو قصير - يسقط جميع اللاعبين وتظل الثيران شامخة، و(الشاطر) هو الذي يبقى أطول مدة ممكنة!

قلت: وفي أسواق الأسهم، في العالم كله، تشبه المضاربة العنيفة لعبة الثيران الهائجة، مع فارق خطير، وهو أن اللاعبين في مدن الملاهي يسقطون على الاسفنج الوثير وهم يضحكون، أما اللاعبون في أسواق الأسهم بالمضاربات العنيفة على الأسهم الضعيفة فإنهم يسقطون على الصخور والمسامير..

سبق أن كتبت بعنوان (لعبة الأسهم) وذكرت أن كلمة (لعبة) لا تعني الهزل والاستخفاف أو التلاعب، فكرة القدم - التي هي أشهر لعبة في العالم كله - جادة كل الجد، ولها قوانين واضحة، وحكام صارمون، وكروت صفر وحمر، وفيها إصابات وحدود من العنف مقبولة..

إن المضاربة على الأسهم الراسخة ذات الأسعار العادلة هي عين العقل، أما المضاربة على الأسهم الضعيفة ورفع أسعارها فوق أقيامها العادلة بأضعاف - لمجرد أن أسهمها قليلة - فهي لعبة خطيرة جداً، ومضللة، وكثيراً ما يدخل فيها الغش والنجش والخداع عن طريق التدوير وإدارة المحافظ في الظلام وضد النظام، وهذا ما يفسد الأسواق حين تفقد العدالة والكفاءة والنضوج..

الآن :الرياض

تعليقات

اكتب تعليقك