شهيدٌ يعود للحياة بعد 10 أيام على دفنه في غزة

عربي و دولي

468 مشاهدات 0


سامر خويرة: الآن
رغم أنها قصة تبدو أغرب من الخيال، إلا أن 'المحرقة' التي نفذتها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق المواطنين الفلسطينيين العزل في قطاع غزة لا يُستبعد أن تُحدثَ أكثر من هذا.
فمع كل يوم يمر تتكشف فصولا جديدة من فصول معاناة الفلسطينيين هناك، أخرها ما حل بعائلة الطفل أبو سلامة التي تقطن في مخيم جباليا -والذي كان المستهدف الأول من العملية العسكرية التي استمرت لخمسة أيام متتالية-، فقد فقدت تلك العائلة ابنها أحمد (15 عاماً)، عندما تعرض منزلها للقصف الصاروخي وأنهار على من فيه.
انتظرت العائلة عودة طفلها احمد طويلاً حتى الرابع من الشهر الجاري، لكنه لم يعد، وبعد بحث وتفتيش مستمرين تم إبلاغهم بوجود جثمان في مستشفى الشهيد كمال عدوان في شمال القطاع لم يتعرف عليه أحد، فاعتقدوا أنه جثمان ابنهم المفقود.
يقول نعيم والد الشهيد الحي أحمد: 'كانت الجثة مجرد كتلة لحم بلا معالم، وأصبح من المستحيل التعرف على هويته... احتسبناه شهيدا عند الله، وواريناه الثرى بعد أداء صلاة الجنازة عليه في مسجد قريب من البيت'.
ولأن قلب الأم دليلها ولا يخطئ أبدا، كانت أم أحمد الوحيدة التي لم تقتنع بأن الذي دفن هو أبنها، وبالفعل فقد صدق إحساس الأمومة، فبعد أكثر من 10 أيام على انفضاض بيت العزاء وذهاب الجميع كل في طريقه، جاء أصدقاء أحمد في مشهد غاية في الغرابة يهللون ويقولون لأمه إن ابنهم حي في مستشفى الشفاء في قسم العناية المكثفة، وإن أحدهم قد رآه عندما كان في زيارة لأحد أقربائه في المستشفى.
وبسرعة وشوق كبيرين حث الأهل الخطى نحو المستشفى وما أن اقتربت الأم من ابنها حتى تعرفت عليه من خلال شعره المائل إلى اللون البني. 
لكن فرحه العثور على أحمد حياً لم تكتمل، إذ وجدوه قد فقد النطق، علاوة على أن وجهه محروق بالكامل ولا توجد له أية معالم.
لم تنتهي القصة بعد، فمن ذلك الذي دفنوه، ومن يكون؟ وأين أهله؟ الجواب كان موجودا قرب الغرفة التي يرقد بداخلها أحمد. فقد كانت عائلة حجازي تهتم به معتقدة أنه أبنها الطفل منصور الذي أصيب أيضا خلال قصف منزلهم بالصواريخ الإسرائيلية، نظرا لكون أحمد بذات مواصفات نجلهم، من حيث العمر والجسد بالإضافة إلى شدة الإصابة التي أذهبت معالمه، وكانت الضمادات البيضاء تغطي وجهه بالكامل.
انتظر أهل منصور خارج المستشفى طيلة الفترة السابقة لأن الزيارة كانت ممنوعة لشدة الإصابة، معتقدين أن من يرقد في قسم العناية المكثفة هو ابنهم، ليكتشفوا الحقيقة المرة فيما بعد وأن ابنهم قد دفن ووري الثرى في الرابع من آذار- مارس الجاري دون أن يشاركوا حتى في تشييع جثمانه.

الآن -سامر خويرة- فلسطين

تعليقات

اكتب تعليقك