التعيينات الحزبية في الكويت

زاوية الكتاب

الزيد منتقدا: العمل السياسي يعاني من الشللية والازدواجية

كتب 1374 مشاهدات 0

زايد الزيد

النهار

الخلاصة  /  التعيينات الحزبية

زايد الزيد

 

تكثر عندنا في الكويت ما أسميها بالتعيينات الحزبية، وهي التعيينات التي تدفع بها الاحزاب والتنظيمات السياسية وتضغط على الحكومة مجتمعة أو على الوزراء فرادى لتعيين كوادرها بغض النظر عن كفاءاتهم الوظيفية أو المهنية للمناصب التي يراد لهم شغلها!
وتحدث هذه التعيينات عادة بعد كل انتخابات جديدة  لمجلس  الأمة، ولأن العمل السياسي عندنا يرتكز بالدرجة الأساسية على الانتخابات، فإن تلك التعيينات يفوز بها عادة الاشخاص النشطون في العملية الانتخابية، أو ما نسميهم بـ «المفاتيح الانتخابية»، وطبعا هذا الحديث عن التعيينات الحزبية لا ينسحب على الوظائف العادية، فهذه أمرها هين وبسيط، لكن القصة تدور حول التعيين بالمناصب القيادية في الدولة!!
والمشكلة تكمن في ازدواجية مواقف بعض تلك التنظيمات السياسية، فهي ترفع شعار الاصلاح وتدعي انها تسعى لتحقيق العدالة والمساواة بين جميع أفراد الشعب، بينما هي على أرض الواقع تقوم بممارسات أبعد ما تكون عن الاصلاح والعدالة والتمييز، حينما تقوم بالضغط لتحقيق تعيين كوادرها في مناصب قيادية، لا يتحقق فيها الكفاءة المطلوبة فحسب، بل ان بعض تلك الكوادر فاسدة بشكل لايخفى على أحد !!
ان العمل السياسي عندنا يعاني من  «الشللية»، فالابرز داخل التنظيم ليس بالضرورة هو الأكثر عملا والأعمق فهماً والأنظف سيرة ويداً، أبدا !! الابرز بالتنظيم هو عادة شخص لا يخرج عن أمرين : اما ان يكون مرتبطاً بعلاقات قربى ونسب بأحد قياديي التنظيم، او انه يجيد لعبة النفاق عند قياديي التنظيم!! وهذه العلاقات المريضة داخل بعض التنظيمات السياسية، تنعكس بالتالي على أدائها، وتظهر للعلن عند الآخرين وفي المجتمع، ومن بين ما يظهر للعلن دعم تلك النوعية وتنصيبها  في المراكز القيادية..
هذه القضية الخطيرة التي تدمر ما تبقى من الجهاز البيروقراطي للدولة لابد من مواجهتها بكل وضوح، ولابد للاغلبية النيابية ان يكون لها موقف واضح تجاهها، وإلا «لا طبنا ولا غدا الشر»..

النهار

تعليقات

اكتب تعليقك