لعبة الشطرنج : في حالة كش ملك تضحي بالوزير

محليات وبرلمان

لماذا يرفض رئيس الاركان المثول أمام البرلمان؟

1439 مشاهدات 0

وزير الدفاع أمام لجنة الداخلية والدفاع وبدا العفاسي وسلطان الرميان وغاب رئيس  الأركان


من الدارج في الأقوال ((إذا أردت أن تدمر رجلا فعلمه الشطرنج ثم أهزمه )) لأنها لعبة ذهنية تحترم العقل ذو النظرة البعيدة والتخطيط الاستراتيجي ، وفي لعبة الشطرنج يستطيع الملك التحرك إلى مربع واحد فقط بينما يستطيع الوزير أن يتحرك إلى أكثر من مربع واحد. وما يحيط بالملك من بيادق يسمون رجال الملك و ما يحيط بالوزير يسمون رجال الوزير .
في صحف اليوم صور لاجتماع لجنة الداخلية والدفاع مع الشيخ جابر المبارك وضباط الدفاع حوله، وكان امامنا الدليل القاطع على جهل المشاركين من وزارة الدفاع بأصول لعبة الشطرنج ،فقد جاء معالي الوزير وهو (الملك) وغاب رئيس الأركان وهو (الوزير) في الوقت الذي حرص على إرسال رجاله مع جابر المبارك فأين رجال (الملك) ومنذ متى وبيادق رئيس الأركان قادرة على الدفاع عن جابر المبارك (الملك) .
لقد سبق ان وعت لجنة الداخلية الدفاع الى مناورات رئيس الأركان وإرساله الضباط الثلاثة فرفضت استقبالهم مرتين وطالبت بحضوره لأنه الذي  يدير الأمور في المؤسسة العسكرية وما هؤلاء الضباط إلا بيادق تتساقط لحمايته . ولا نعلم كيف وافق جابر المبارك على مخالفة المعقول وسمح بتحاشي رئيس الأركان لمساءلة اللجنة. ففي الولايات المتحدة تم مثول الجنرال دوغلاس ماكارثر أمام لجنة الدفاع في الكونجرس وجرد من منصبه لتجاوزاته الخطيرة رغم انه البطل الذي هزم اليابان في الحرب العالمية الثانية .
إن أشد ما يقلق مراقب تطور قضية إصلاح وزارة الدفاع  الجارية حاليا هو المسار الذي تنحى إليه الأمور فقد تمت التضحية بالملك ، ويبدوا أن جابر المبارك لم يسمع الخصم حتى الآن وهو يقول (كش ملك)، وما ذهابه إلى اللجنة بعد رفض رئيس الأركان الحضور إلا تضحية به فهل لاحظ  'صاحب الجلالة -الملك' ذلك ؟
كما يقلق المراقبون ان تتم صفقة ما بين بعض أعضاء اللجنة وبين الوزير فتترك قضية خراب الطائرات وظلم الأكاديميين وتسرب الضباط لكسب قضية تعيين وكيل وزارة جديد في الدفاع بدل الشيخ صباح الناصر المتقاعد قبل أسبوعين ، أو صفقة اقل شأنا مثل إطالة اللحى ذات الإبعاد الدينية وربما المردود الشعبي في سوق الانتخابات .
كما يقلق المراقبون أيضا أن يتم تمرير قانون الجيش المعروض على مجلس الأمة والمتضمن للعديد من المواد التي تطلق يد رئيس الأركان بصورة أكبر نظير أن يعطي أهل الصفقات مناصب عسكرية في عملية تعيين المدراء التي ذكرت صحف اليوم أنها على وشك الإقرار.
لقد استبشر العسكريون خيرا بفتح ملف وزارة الدفاع ، لكن الأمور تظهر بما لايقبل التأويل أن نتائج جلسة أمس وتحاشي الأعضاء لطرح القضايا بحزم وإجبار رئيس الأركان على الحضور تظهر أن ماتم لايرقى إلى الزخم الإعلامي الذي رافقها من جانب أعضاء اللجنة ، فهل عاد أهل الصفقات إلى تجارتهم ؟
عبدالله العنزي-الكويت

تعليقات

اكتب تعليقك