عن قيادة الحفاة يكتب تركي العازمي

زاوية الكتاب

كتب 920 مشاهدات 0


الراي

وجع الحروف  /  قيادة الحفاة!

تركي العازمي

 

جلس بقربي مجموعة من النواب، وأخذوا يعبرون عن إعجابهم في بعض القياديين ويتحدثون عن انجاز كتلة المعارضة بطريقة حماسية!
قلت لهم... أولا، المعارضة سحبتنا إلى ساحة الإرادة وتابعنا نوابها الحاليين وكنا مثلكم معجبين ببعض القياديين وطريقة التغيير التي أوصلت الغالبية الحالية، ولكن الواقع يشير إلى خلاف ما تظنون وما توقعناه قد تم كشفه!
أشغلتمونا باللعب السياسي، تتابعون التحويلات وكأن المنهج المتبع أشبه بالانتقام من الحكومة السابقة والنواب السابقين «القبيضة»، في حين نجد الاوضاع ظلت كما هي، فلا مسكن ولا تشخيص طبي، ولا علاج لقضية تجار الاقامات، ولا تعليم تم تطويره ولا شوارع غير مزدحمة، ولا تطوير ملموس حسب منظور المواطن البسيط حتى الأمن «على طمام المرحوم»!
إنها قيادة الحفاة... فالقيادي السياسي من النواب لم يستطع حل القضايا العالقة باسثناء التحويلات، ليس لأننا لم نتابع ما يحصل، لكن النواب لم يفهموا الأجندة المطلوبة، وإنني هنا أحترم موقف النائب الدكتور عبيد الوسمي رغم تحفظي على استعجاله في بعض التصريحات السابقة، لكن عدم قبوله المنهجية المتبعة جعلنا نحترمه!
القيادة السياسية لها أسس، أولها وجوب فهم كامل للأخطاء التي وقعت بالأمس، ووضع الحلول المناسبة وفق استراتيجية عمل محددة في توقيت معين للتنفيذ، وإن لم تتوافر فإنها تظل قيادة فارغة المضمون أشبه بقيادة الحفاة ففاقد الشيء لا يعطيه!
أما القياديون الذين تمتدحونهم، فهم خلاف ذلك، هؤلاء القياديون أجادوا تسويق أنفسهم من خلال الظهور الإعلامي البارز والتواصل وتصوير أدائهم بشكل جميل يجعلكم بطريقة أو أخرى معجبين بهم... إنهم يخالفون القوانين، ويحتالون على القرارات الإدارية المنظمة لعمل المؤسسات، ويتجاوزون حتى التجاوز على المال العام، والظاهر لكم يخالف الحقائق، وإنني أذكر أحد القياديين كان يقول لي أنا لا أحترم الواسطة. مسكين لا يعلم بأننا نعرف «البير وغطاها»، وواسطة هذا المسؤول وغيره هي السبب في تفشي الفساد الإداري!
القيادة التي لا تمنح المواطن الأمن والأمان، ولا توفر للمواطن البسيط مسكنا، ولا توفر له العلاج، ولا تجعله ضحية الواسطة والمحسوبية تعتبر قيادة حفاة لا تملك القدرة الاستراتيجية على التغيير على أرض الواقع!
أنتم يا نواب الغالبية، اختلفتم في ما بينكم، وكل مجموعة لها وجهة نظرها وتحاول أن تتسلم زمام القيادة مما دفع البعض إلى التصريح كي تتم مناقشة ما صرح به أو صرح ضده ولأنكم غير منظمين ولا يوجد ناطق رسمي لكم، ناهيك عن غياب الأجندة التي تعالج أخطاء الماضي القريب دفعتنا للتساؤل: ماذا حققت الغالبية نسبة وتناسب؟
إننا لا نريد فقط تتبع مجموعة «الفساد» رغم إنه مطلوب، إننا نريد تحويل منهجية إدارة الدولة من بيروقراطية و«عنجهية» إلى سهولة ويسر مبنية على العدل والمساواة وفرض تكافؤ الفرص، ومن يتابع القضايا التي طرحناها في المقالات السابقة يفهم المعضلة الحقيقية التي يعاني منها المواطنون!
نواب الغالبية... توقفوا وتمعنوا في كل قضية طرحت في ساحة الإرادة والأحداث التي سبقتها وتبعتها...؟ هل أوجدتم الحلول لها أم أن أولوياتكم تختلف عن قاعدة الناخبين التي أوصلتكم أم أن تعديل الدستور أهم... إن بعض النواب لا يردون على اتصالات ناخبيهم وهم لهم بلا شك بالمرصاد!
قول النائب الوسمي «احترمونا... نحترمكم»، واجب تطبيقه والله المستعان!

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك