إلى الدكتورة فاطمة المطر مع التحية

زاوية الكتاب

كتب 4949 مشاهدات 0


إلى الدكتورة فاطمة المطر مع التحية

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته : أختي د.فاطمة المطر  : هذه المقالة رد على هذه التغريدة ..... ( منذ البارحة وأنا أكتب وأمحو , أحاول أن أصف بالكلمات ما شهدته في تيماء لأنشره في الجرائد لكن الكلمات تأبى أن تصف و اللغة لم تعد كافية )   بكل سهولة يادكتورة ،،،، اذهبي لمدينة الكلمات ،،، اختاري أكثرها وحشية ، أكثرها قسوة ، ابحثي عن كلمة الجحود ، ستجدينها باحدى أزقة المدينة ، اذهبي لطريق النكران ، أو لفريج القمع ، ادخلي أي بيت ترينه ، سيحدثك جميعها عن معنى الظلم ، ابحثي ،،، وابحثي ،، فمن يريد الحقيقة يبحث ، يكلف نفسه عناء البحث لعل وعسى أن يساهم في نقل الصورة الصادقة عن هذا الواقع المأساوي ،، حينها لن تأبى الكلمات الاصطفاف ، ستصطف لوحدها ،،، ستأتي كلمة الضرب لتحتل موقع الصدارة ، ولكنها ستصطدم بعصبية كلمة القمع ، لأنها لا ترضى إلا أن تتصدر عناوين قضيتنا ،،،،، بسهولة ابحثي عن كلمة المذلة ،،،، ابحثي عن معناها ،، ألا تكتفين إن أخبرتك بأنها أحد شعاراتنا التي نؤمن بها ، والتي تشعرني بأن هذه الدنيا بأكملها لا تساوي لحظة أصرخ بها بكل قوة  ( الموووووت ولا المذلة ) ، لحظة أستنشق بها هواء الحرية ،،،، أستغرب كيف تأبى الكلمات من أن تصطف الواحدة تلو الأخرى ،،، كيف ترفض أن تعبر عن ظلمنا وقمعنا ،،، كيف لا تتشكل لوحدها لتنصفنا ،،، أكملي طريقك في مدينة الكلمات ، اذهبي وابحثي عن كلمة إهانة ،،، ولماذا تبحثي عنها ، مجرد معرفتها بأنك ستكتبين عن مأساة البدون ستأتي لوحدها لتلتصق بمقالتك ،، إسألي عن كلمة قهر ،، أين تسكن في مدينة الكلمات ،،، إسأليها عن قهرنا وكيف استهلكت هذه الكلمة من تكرار استعمالها لوصف مأساتنا ،،، ولا تنسي كلمة اعتقال ، فهذه لوحدها قصة ،،، إسأليها كم مرة اقترنت ببطل من أبطال البدون ،،، كم مرة قيدت أبناءنا بقيود التهم المعلبة وحرمتهم من حريتهم ،،، إسأليها ما هو جرمهم ؟؟ أسأليها لأنها حتما ستجيبك بكل صدق ،،، ستقول أن جرمهم هو حمل علم دولة الكويت ، ستقول أن جرمهم أنهم هتفوا تحيا الكويت عاش الأمير ، ستقول أن جريمتهم هي وطني الكويت سلمت للمجد ،،،، ستقول لك أنهم يقولون أنهم كويتيون وليسوا بدون ،،،، بدون ،، يا لهذه الكلمة الإقصائية ،،، وحتى هذه الكلمة استكثروها علينا ، لنصبح في زمن الجحود مقيمين بصورة غير قانونية ، بئس الميزان ميزانكم ،،،، أما اكتفيتي أم تريدين أيضا ،،، ألا تعرفين كلمة ضعف وهوان ؟؟ أسأليهم عن أبناء البدون ،،، سيجيبونك بكل صدق ،،، إسألي مدينة الكلمات عن كلمة سلمية ، أسأليها كيف استعملناها باعتصاماتنا ،، أسأليها عن أعلامنا ،،،، عن ورودنا ،،، عن دمائنا التي ذهبت لبنك الدم ،،، اسأليها عن المادة الرابعة والأربعين من الدستور تنص على ماذا ؟؟ ستجيبك بأنها تنص على أن ( للأفراد حق الاجتماع دون حاجة لأذن أو إخطار سابق ولا يجوز لأحد من قوات الأمن حضور اجتماعاتهم الخاصة والاجتماعات العامة والمواكب والتجمعات مباحة وفقا للشروط والأوضاع التي يبينها القانون ، على أن تكون أغراض الاجتماع ووسائله سلمية ولا تنافي الآداب ) ،، أنتبهي على أول كلمة : للأفراد ولم يقل للمواطنين ،، أي أنه يحق لجميع من يمشي على التراب الكويتي أن يجتمع ليعبر عن رأيه وبكل سلمية ( ستبقى هذه المادة شوكة في خاصرة الكثير ) ، وإذا أردتي الحق فنحن مواطنون مسلوبوا الهوية ،،،،،، 

،،،، اسألي مدينة الكلمات عن كلمة مطاعة وهراوة ،، اسأليها كم مرة دكت أجسادنا ،، بلا رحمة وبلا أي انسانية ،،، عفوا هذه الكلمة الأخيرة لن تجديها في مدينة الكلمات ، فهذه الكلمة انقرضت ولم يعد لها وجود ،،، منذ زمن طويل وهي منقرضة ،،، منذ أن مات الأطفال بسبب عدم وجود جواز سفر ،، منذ أن طرد الطلبة من المدارس الحكومية  ،،، منذ أن تم رفض تطعيم الأطفال بسبب عدم وجود شهادة ميلاد ،،،، منذ أن تم انتهاك حرمات المنازل ،،، منذ أن ضربت النساء دون أي اعتبار لضعفهن وهوانهن ،،،، منذ أن بكى الرجال حسرة على أوضاعهم ،،،، ابحثي وفي ذروة بحثك إسألي عن كلمة وطن ، فإن وجدتيها أخبريها بأننا مشتاقون إليها ،، بأننا نتعذب لفقدانها ،، بأننا نتألم ونعامل بكل فوقية بسبب كبريائها ،،، أخبريها بأننا نعاني الأمرين بسببها ، أخبريها بأن أبنائنا سجنوا لأجل عينيها ،،، أخبريها بأن الدموع نفذت لفراقها ، أخبريها بأن صبرنا لم يعد قادرا على أن يصبرنا ،،، اسأليها : أما آن الآوان ؟؟ ،، أما آن لتعطف علينا وترجع حقوقنا ،،،، وتنصفنا من أبناء جلدتنا ، أما آن الأوان لتحمينا من ظلم اخوة لنا في الدين والوطن ،،، اسأليها ألم يحن الوقت لتستعيد أبناءها،، ألم تشبع غرورها ،،،  أخبريها بأننا لن يهدأ لنا بال حتى نسترجعها بإذن الله ولن نتعب من محاولات استرجاعها ، أخبريها بأن خمسين سنة من الجحود كافية ، أخبريها بأننا لن نسمح لأبنائنا أن يكرروا مأساتنا ، مهما كان الثمن ، وإلى ذلك اليوم سنصطر آلامنا حروفا مبعثرة على صفحات التاريخ حتى تكون شاهدة على نضالنا ... وحتى تكون شاهدة على ظلمنا ،،،، أبعد كل هذا تأبى الكلمات أن الاصطفاف ....

جابر الشريفي

الآن - راي: جابر الشريفي

تعليقات

اكتب تعليقك