فتور وتوجس شعبي كويتي

زاوية الكتاب

بن طفلة يرى ان 'الحميمية' الرسمية الكويتية تجاه حكومة المالكي لا يقابلها حماس شعبي

كتب 1728 مشاهدات 0


الكويت والعراق، حميمية رسمية وفتور شعبي


 تشهد العلاقات الكويتية العراقية منذ أسابيع تبادلا للزيارات وحميمية في التصريحات وإشادة رسمية متبادلة بما وصلت إليه من مستوى، فقد زار رئيس البرلمان العراقي أسامة النجيفي الكويت لانعقاد مؤتمر اتحاد البرلمان العربي فيها، وتخلل الزيارة زيارات اجتماعية ورسمية ناجحة، وتكررت زيارات المسئولين العراقيين وعلى رأسهم رئيس الوزراء نوري المالكي الذي زار الكويت قبل أيام من انعقاد القمة العربية في بغداد، وهي القمة التي شارك فيها أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد، منهيا بذلك قطيعة على مستوى زيارات رؤساء الدولتين استمرت عشرين عاما، ولعل زيارة الشيخ صباح لم تقل أهمية عن حدث القمة نفسها لأنها كشفت عن نية كويتية صادقة بطي الماضي والتطلع نحو المستقبل.
 كما زار بغداد الأسبوع الماضي وفد وزاري كويتي برئاسة نائب رئيس الوزراء الكويتي وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد، وهي زيارة رافقها التوقيع على اتفاقيات ثنائية وتصريحات إيجابية حول أفق التعاون بين البلدين.
لكن المراقب لهذه الدبلوماسية النشطة بين البلدين يلاحظ حالة من الفتور العراقي الشعبي، والتوجس الكويتي الشعبي أيضا، فالعراق يعيش حالة داخلية محتقنة جعلت من مثل هذا التواصل الكويتي العراقي النشط على المستوى الرسمي مسألة ثانوية، فالمواطن العراقي مهموم بشأنه الداخلي وبتوفير أولوياته من الأمن والخدمات الصحية والكهربائية وتوفير مياه الشرب أكثر من انشغاله بسياسة حكومته الخارجية.
 والجانب الشعبي الكويتي يعيش هو أيضا حالة من الاحتقان الطائفي التي تغذيها أحداث المنطقة، ويشكك في استقرار الحالة السياسية العراقية بسبب ما تعيشها من اصطفافات مذهبية واقليمية ومناطقية، كما يشكك في قدرة حكومة السيد المالكي على البقاء في سدة الحكم بدون شركاء في العملية السياسية، صحيح أن هذا شأن عراقي بحت، ولكن الناس تتابع أخبار القطيعة الكردية مع حكومة المالكي، ونهاية الشراكة السياسية بين قائمة العراقية وقائمة ائتلاف دولة القانون التي يرأسها المالكي، كما شارك في اصطفاف الأكراد مع قائمة العراقية التيار الصدري ممثلا بقائده مقتدى الصدر، ولم يتخلف عن هذا الاصطفاف ضد المالكي سوى تيار المجلس الأعلى للثورة الإسلامية الذي يحاول أن يعزز مواقعه مستغلا انشغال الفرقاء فيما بينهم، ومحاولة لعب دور الوسيط لو حمى وطيس الخلاف مستقبلا.
 تصريحات نيابية عراقية وأخرى كويتية تردد عدم وجود ثقة بين الجانبين الكويتي والعراقي، وتحاول دوما التشكيك في قدرة الطرف الآخر بتنفيذ التزاماته، وهي تصريحات تعكس حالة نفسية أحيانا، ولكنها تعكس أيضا مواقف سياسية متباعدة بين قوى سياسية بالبلدين.
 فمواقف الكويت شعبا وحكومة مؤيد للثورة السورية ومناهض لدموية النظام، ومؤيد للاستقرار في البحرين وغير متحمس للمعارضة فيها، وهو ما نجد عكسه تماما في حكومة بغداد، فالنظام السوري- لو قدر لو الاستمرار وهو أمر مستبعد- لن ينسى للمالكي تناسيه لكل العداء بين النظامين والمسارعة لإنقاذه من الغرق في دماء الثوار، وهو موقف يترجمه الكويتيون- شعبيا- على أنه موقف طائفي لحكومة المالكي متوافق ومؤيد لموقف إيران، كما يرى الكويتيون أن مناهضة حكومة المالكي لحكومة البحرين هي مناهضة طائفية بتعليمات إيرانية.
 إذن، يلعب العامل الإيراني دورا في تحديد المزاج الكويتي، وخاصة في ظل تصعيد إيراني ضد دولة الإمارات العربية وتعزير احتلال جزرها عسكريا، وهو الأمر الذي لم تستنكره حكومة المالكي، مما يضيف مزيدا من التوجس الكويتي تجاه التقارب مع حكومته.
 سأل صحافي كويتي مسئولا كويتيا عن مدى إيمانه بتنفيذ عراق المالكي للاتفاقيات بين البلدين فأجاب: 'نسوّي اللي علينا ونستثمر بعراق المستقبل لأنه باق والمالكي وغيره زائلون'.
سعد بن طفلة العجمي

 

 

الاتحاد-ايلاف-سعد بن طفلة

تعليقات

اكتب تعليقك