قبلة للمتسوقين، امتزجت به رائحة الماضي
منوعاتسوق المباركية: تحفة تراثية ومعمارية تحفل بذكريات أهل الكويت
مايو 4, 2012, 10:57 ص 5663 مشاهدات 0
يعتبر سوق المباركية في وسط العاصمة الكويت بمنزلة تحفة تراثية ومعمارية بأروقته وأزقته التي تحفل بذكريات وحكايات ماضي اهل الكويت حتى أصبح قبلة للمتسوقين الذين تدهشهم فور دخولهم رائحة خليط مركب من الهيل والتوابل العطرية ممتزجة بروائح 'الدخون' والعطور الشرقية.
ويتميز السوق وهو أكبر الاسواق الشعبية في البلاد بطابعه التراثي الشعبي من حيث تصميم المحال وأسقفها المكونة من الخشب و'الجندل' بأشكال هندسية معظمها مغطاة ب'العرشان والجريد المجدول' من سعف النخيل.
وقال الباحث في التراث الشعبي الكويتي محمد جمال لوكالة الانباء الكويتية (كونا) اليوم ان سوق المباركية او اسواق المباركية كما هو متعارف عليه والواقع وسط الكويت العاصمة وتحديدا في منطقة القبلة سمي بذلك نسبة الى حاكم الكويت الراحل الشيخ مبارك الصباح ويعد من أهم معالم البلاد التراثية.
واضاف جمال ان السوق يضم العديد من المقاهي الشعبية والاستراحات والمطاعم والمحال المصممة وفقا للطراز القديم ومختلف المواد الغذائية والاستهلاكية والحلويات الشعبية والتمور والعسل علاوة على محلات العطارة والملبوسات الرجالية والنسائية ومحلات الاكسسوارات والسلع التراثية والتحف والخزفيات والتذكارات عدا عن سوق لبيع وشراء المصوغات الذهبية والمجوهرات.
وذكر ان سوق (الغربللي) من أقدم أسواق المباركية ويبدأ بسوق الصرافين في منطقة المباركية حتى شارع عبدالله السالم أو الشارع الجديد بالتسمية القديمة ويطلق عليه ايضا شارع البلدية.
وبين أن سقف سوق الغربللي كان مغطى ب'الشينكو' وعلى جانبيه محلات الملابس الشعبية والتوابل والاواني ويتفرع منه قبل نهاية السوق الى اليسار باتجاه الشارع الجديد سوق آخر كان يطلق عليه (سوق المقاصيص) نظرا الى وجود محلات تبيع البضائع المستعملة بأسعار ارخص من التي تباع في المحلات الاخرى.
وأشار الى أسواق فرعية في سوق المباركية فضلا عن (الغربللي والمقاصيص) منها أسواق (الداخلي - السلاح - المناخ - البشوت - الجت الحلوى- اللحم والخضار).
وقال جمال ان معالم أسواق المباركية تغيرت اثر قيام بلدية الكويت بتطوير منطقة الاسواق التراثية من خلال مشاريع تجميل المدينة واصبحت أسواق المباركية منطقة مشاة بعد فصل حركة المركبات عنها بغية رفع مستوى السلامة للمشاة وتنظيم حركة الدخول والخروج منها واليها.
وذكر ان الاسواق قديما كانت عبارة عن مجموعة من الاكشاك و'القيصريات' والمحال و'العماير' مبينا ان (الكشك) باللهجة الكويتية يعني مبنى مربع الشكل يتألف من دورين سفلي يحوي دكاكين وعلوي يكون بمثابة مجلس يمكن الوصول اليه عبر سلم خارجي.
وبين ان أول من بنى (الكشك) في الكويت كان الراحل الشيخ مبارك الصباح وذلك في المدخل الشرقي لسوق الخضرة حيث كان يستخدمه في جلساته العامة للاجتماع مع المواطنين والاستماع اليهم.
وأشار جمال ايضا الى (كشكين) اثنين للشيخ مبارك أحدهما 'شمالي' كان يجلس فيه عصرا وآخر 'جنوبي' يجلس فيه صباحا واستخدم مقرا لبلدية الكويت فترة من الزمن قبل هدمه الا ان 'الشمالي' ما زال موجودا وقامت البلدية بترميمه بغية المحافظة عليه.
وعن ساحة 'الصراريف' او 'الصرافين' أفاد بأن هذه الساحة تمثل موقعا مركزيا مهما للمتسوقين لما تحتويه من محال على جوانبها فضلا عن انها طريق للمتجهين الى بقية الاسواق حيث تجمع الساحة عددا كبيرا من الاسواق.
وقال ان السوق الداخلي يمتد شمالا من المحال المقابلة لمسجد السوق الكبير وينتهي جنوبا في ساحة الصرافين التي تعد بمثابة تجمع لعدة أسواق مشيرا الى الدور المهم الذي لعبه السوق الداخلي في الاقتصاد الكويتي بمحاله اضافة الى تلك المتفرعة منه.
وذكر ان السوق الداخلي استمر لنحو 250 عاما في صدارة أسواق البلاد أهمية وشهد ازدهارا في عهد الراحل الشيخ مبارك الصباح خلال فترة حكمه قبل ان يتم بناء أسواق جديدة انتقل اليها عدد من المحال والدكاكين الموجودة داخل السوق.
واستعرض جمال من الاسواق المتفرعة عن السوق الداخلي اسواق (البدر - قيصرية العوضي - قيصرية ابن رشدان - سكة الساعات - سوق الصنقر - سوق المعجل - سوق البنات).
وعن أهمية كل سوق من أسواق المباركية قال جمال ان سوق (الغربللي) أقدم الاسواق الكويتية وأشهرها وكان مسقوفا بجذوع وورق الشجر قبل استبدال ذلك بسقف مصنوع من الصفيح مطلع ستينات القرن الماضي.
وذكر ان سوق الغربللي كان يستخدم قديما لبيع بيض الدجاج ويضم اسواقا مختلفة فيها مختلف البضائع والسلع من ملابس وأوان صينية كما كان سوق المناخ من الاسواق التجارية القديمة في الكويت سابقا وكانت الابل القادمة من نجد والشام والعراق والاحساء والصحراء تناخ فيه محملة بمختلف أنواع البضائع ومن هنا جاءت تسميته سوق (المناخ).
وقال ان هذا السوق كان يعرف بأنه 'سوق الكويت للاوراق المالية' حيث كان يتم تداول الاسهم علما بانه ما يزال حتى وقتنا الراهن في السوق عدد من المكاتب العقارية والاستثمارية.
وعن سوق (البشوت) ذكر جمال انه يقع وسط سوق (الزل) وتباع فيه اجود انواع 'البشوت' حيث يقوم الخياطون باستيراد الاقمشة اللازمة لخياطة 'البشوت' من الشام والعراق وهناك أيضا سوق (الطراريح) الذي بناه الراحل الشيخ مبارك الصباح عام 1900 بعد اكتظاظ السوق الداخلي بالمحال وكان يسمى فضلا عن (الطراريح) بسوق الخضرة وله عدة افرع ليتصل بباقي الاسواق المجاورة.
واشار الى ان عدد المحال في هذا السوق بلغ نحو 150 محلا ويضم سوقي التمور و 'الجت' وكانت تتفرع عنه اسواق (الحلوى - اللحم - الطحين - السمك) ويضم سوق الحلوى عددا كبيرا من المحال المتخصصة ببيع الحلويات المختلفة منها 'المسقطية والرهش والزلابية' وكان عدد المحال فيه يتخطى ال15 محلا اضافة الى مجموعة اخرى من المحال لبيع صنوف اخرى من المنتجات الغذائية.
وقال جمال ان سوق اللحم المطل على سوق الغربللي تم بناؤه تقريبا عام 1894 في عهد الحاكم السادس للكويت الشيخ الراحل محمد الصباح وهو عبارة عن صفين متقابلين من المحال كل صف يضم نحو 15 محلا واصبح مطلع القرن الماضي فرعا من فروع سوق الخضرة.
وحول سوق السلاح اشار الى انه يتفرع من سوق الغربللي وكانت تباع فيه قديما الاسلحة بأنواعها من بنادق وسيوف وخناجر وغيرها من مستلزمات السلاح 'وما يزال السوق قائما حتى الوقت الراهن اضافة الى محال اصلاح السلاح ويضم بين 15 و25 دكانا'.
تعليقات