د. سامي المانع يكتب: آسفين يا بو مهدي!

زاوية الكتاب

كتب 1338 مشاهدات 0


الكويتية

سامحنا يا بو مهدي

د. سامي عبد العزيز المانع

 

«بو مهدي» المقصود هو الدكتور حسن جوهر أو «الجوهر حسن» كما يحب البعض أن يسميه، ولست هنا لسرد مناقبه، حيث إن شهادتي بهذا الرجل النادر مصابة بجُرحٍ غائر، وفي هذا المقام يأتي هذا المقال ليعبر عن حاجة وعن أسف عميق تجاه ذاك الرجل برمزيته الوطنية، وتجسيده لمبدأ الوحدة الوطنية الذي شارف على الانقراض، لنقول له آسفين يا بومهدي.

* آسفين
أنك تغامر بنفسك من أجل بلد وأنت مرفوع الهامة، ونحن نختار «حميد وأسامة»، أنت تضحي من أجل مبدأ ونحن ننقسم إما مصفقين لثورة سوريا «فقط»، أو مصفقين لثورة البحرين «فقط»، وممنوع منعاً باتاً الوقوف مع الإنسان في أي بقعة في الأرض وفقاً لقانون الطائفية الكويتي المقيت.

* لك نقول آسفين يا بومهدي
فأنت تقف ضد تيار جارف ضيق الأفق لا يبقي ولا يذر، من أجل موقف حق، أما نحن فعندما قرعت طبول الانتخابات ألقى الكل ما بيده من شعارات وطنية في أقرب صندوق قمامة، وشمّر عن ذراعه للدفاع عن حياض العائلة أو الطائفة أو القبيلة، وصارت الشعارات يا ابن عمي، يا مذهبي، ويا فخذي وبطني، وأخيراً يا عقالي.

* آسفين
لأنك كنت على خط المواجهة تنير لنا الطريق، وعندما استدرت إلى الخلف لترمقنا بنظرة فاحصة، لم تجد إلا بضعة نفرٍ وقليلا من ظلال الرجال، ولكننا نبشرك.. ذاك كان طريق الحق الموحش، ونعلم أن قلبك وضميرك يرتاحان لذلك الطريق، وسامحني أن أقول لك إن مهمتك المتعبة لم تنته بعد، ونحن والكويت في حاجة لك ولأمثالك لمواجهة مشروع «اغتيال وطن».
أعلم بأننا نثقل كاهلك، ولكن مشكلتنا ومشكلتك، أنك تمثل «فكرة» جميعنا بحاجة إليها حتى الطائفيون منا، وقدرك أنك تشكل «رمزية» نريد لها الاستمرار في أجوائنا البغيضة، لخير هذا البلد، فسامحنا يا بو مهدي.
*مع تمنياتنا للكويت بالشفاء العاجل.

الكويتية

تعليقات

اكتب تعليقك