صندوق لدعم دول الربيع

الاقتصاد الآن

597 مشاهدات 0

عدنان يوسف

طالب رئيس اتحاد المصارف العربية عدنان يوسف، بضرورة إنشاء صندوق لحماية الاقتصاد العربي، يتم تمويله من الدول الخليجية، لدعم ومساندة الدول العربية التي تمر بمشاكل مالية، وكذلك دعم الصناديق الموجودة بالفعل، بميزانيات كبيرة، مشيراً إلى أن دول الربيع العربي تحتاج بدلاً من التمويل النقدي المباشر، إلى تقديم مشروعات تنموية ناجحة، تقوم المؤسسات والصناديق بالدخول والاستثمار فيها، وهو ما يحقق مصلحة الطرفين، ويشجع الصناديق السيادية والخاصة على تقديم الأموال، خاصة عندما تجد مشروعات ناجحة'.

وقال عدنان يوسف في اتصال مع 'العربية.نت'، 'إن المساعدات التي كانت تقدم سابقاً لأسباب كثيرة في مقدمتها الأسباب السياسية، أصبحت أمراً من الماضي، وبالتالي فهي صرخة للجميع بضرورة إنشاء صناديق خاصة لمواجهة التغيرات في هذه الدول العربية، مشيراً إلى أن 'التداعيات تصل إلى الجميع'.

وأشار إلى أن المشاكل التي تمر بها مصر حالياً تنتقل إلى كافة الدول العربية، وقال، 'مصر هي قلب الأمة العربية والإسلامية والإفريقية، وإذا مرض القلب، فلابد أن يتأثر الجسم بكامله بتداعيات هذا المرض، وهو ما يستوجب أن نفكر ككتل اقتصادية'، مضيفاً: 'إن تدهور الأمور في مصر، سيؤثر بشكل كبير على الدول المحيطة بها مباشرة، وكذلك سيؤثر على دول الخليج، لأن هناك ارتباطا اقتصاديا مباشرا معها، وتوجد استثمارات كثيرة حكومية وخاصة من دول الخليج في مصر، وأي خلل هناك، سينصب في دولنا الخليجية'.

وأضاف، 'لو عرفت مصر كيف تقدم نفسها، سنرى ثلاثة أرباع الاستمثارات الخليجية تتوجه إلى مصر، ولكن في ظل الوضع الحالي، والقضايا ضد المستثمرين ورجال الأعمال، والصورة السلبية من جانب الإعلام، فهذا المناخ يصبح طارداً للاستثمار'.

تعزيز نفوذ الدول النامية

وأكد رئيس اتحاد المصارف العربية، أن الدول العربية مطالبة حالياً بدور أكبر في 'صندوق النقد الدولي'، مشيراً إلى أن الفترة الحالية 'تشهد أوضاعا غير مسبوقة تاريخياً، حيث كان المعتاد في الأزمات الاقتصادية أن نجد الركود والبطء في دولة أو اثنتين، أما الآن فحدث العكس، حيث تمر جميع الدول الكبيرة بتداعيات أزمة اقتصادية، باستنثاء دولة أو اثنتين'، مضيفاً، 'أعتقد أن دعم (صندوق النقد) سيساعد هذه الدول على مواجهة هذه التداعيات التي تؤثر على الاقتصاد العالمي بكامله'.

وقال يوسف، 'إن المساعدات الكبيرة التي قدمتها الدول النامية مؤخراً والتي بلغت نحو 430 مليار دولار لدعم موارد الصندوق، لابد أن يقابلها دور تنفيذي لهذه الدول في إدارة الصندوق، الذي ترك للدول الغنية عشرات السنين، والآن حان الوقت لتكون الدول النامية راعية هذا الصندوق، ولعب دور أساسي في الإدارة التنفيذية لهذه المؤسسة الدولية، التي ابتعدت عنها كثيراً خلال الفترة الماضية'.

تشويه إعلامي

وأكد يوسف الذي يتولى أيضا منصب الرئيس التنفيذي لـ'مجموعة البركة المصرفية'، التي تنشط في عدة دول عربية، أن الإعلام لعب دوراً كبيراً في تقديم مؤشرات سلبية، وتضخيم أي مشكلات تمر بها دول الربيع العربي، التي وصفها بأنها أصبحت 'دول الخريف العربي'، مشيراً إلى أن مصر كانت في طريقها لتصبح دولة اقتصادية قوية تشابه تركيا، ولكن مع الأزمة السياسية وما رافقها من دور إعلامي سيء سواء عربياً أو دولياً، أدى إلى توقف هذا الكيان عن النمو، مشيراً إلى أن 'دول الربيع العربي وخاصة مصر وتونس تحتاج إلى جذب المستثمرين بشكل كبير، وبالتالي لابد أن يقوم الإعلام بدور قومي في هذا السياق، لأن هذا الإعلام هو ما يثير مخاوف المستثمرين بشكل غير طبيعي'.

وأشار إلى أن هذا الدور السلبي للإعلام، لم نجده في دول عديدة مرت بإفلاسات وليس أزمات مؤقتة، ولم يقدم الإعلام هذه الصورة السيئة للأوضاع في هذه الدول، وقال 'للأسف الإعلام الغربي ساهم في هذه الصورة السلبية، في الوقت الذي لم يكن الإعلام العربي على نفس المستوى في توضيح الصورة الحقيقية، بل ساهم في تضخيم أي أخطاء كانت موجودة سواء من جانب الأفراد أو الحكومات رغم أنها قد تكون طبيعية، لأن الجميع يخطئون'.

فتح الأبواب للاستثمار الأجنبي

وطالب يوسف دول الربيع بفتح الأبواب للاستثمار الأجنبي، وتهيئة الأوضاع لجذب المستثمرين، خاصة وأن المساعدات والمنح التي كانت تحصل عليها سابقاً من بعض الدول الغنية، لم تصبح متاحة حالياً، لأن هذه الدول المانحة لم تعد ليدها القدرة من الأساس على تقديم المساعدات، وهو ما يستوجب اهتمام هذه الدول بنفسها، واستغلال كل الطرق الممكنة للتعافي وتحقيق التنمية الاقتصادية'.

وحول الصعوبة التي توجهها بعض الدول العربية في الحصول على تمويل من 'صندوق النقد' في الوقت الذي يتم تقديم عشرات ومئات المليارات من الدولارات للدول الأوروبية، أوضح يوسف أن مساعدات الصندوق ترتبط بقدرات الاقتصاد الفعلية، وأشار إلى أن دول الربيع العربي، لا تحتاج إلى تمويلات تجارية عن طريق الصكوك وغيرها لمدة ثلاث أو أربع سنوات، ولكنها تحتاج لتمويلات طويلة الأجل، تساعدها في تحقيق نمو اقتصادي بشكل مقبول.

فرص الأزمات

وحول تداعيات الأزمة المالية العالمية، ومدى تعافي دول المنطقة منها، قال يوسف، 'إن التداعيات مستمرة ولازالت موجودة، لأن الاقتصاد مرتبط على المستوى العالمي، مضيفاً: 'إن دول الخليج عوضت تداعيات الركود السابقة، ومادامت أسعار النفط مرتفعة، فهذا يعني مزيدا من الدخل للدول الخليجية، ولكن في الوقت نفسه، إذا حدث الإنكماش في أوروبا فسيؤدي بكل تأكيد على وارداتها من النفط، وبالتالي سينعكس مباشرة على إيرادات دول الخليج'.

وبالرغم من التداعيات التي طالت كافة الدول، يؤكد عدنان يوسف، أن المؤسسات المالية الأمريكية لديها 2 تريليون دولار، تتحين الفرص لشركات الشركات المتراجعة والمتعثرة، بما يؤكد أن الكثير من المستثمرين سواء أفراد أو شركات يتصيدون الفرص سواء في الأسهم أو الشركات المتراجعة، لأن الوقت الحالي يعتبر مناسباً للشراء، لأن أي انكماش قد يعطي فرص كبيرة'.

الان - ووكالات

تعليقات

اكتب تعليقك