ما سينقذ الكويت برأي إقبال الأحمد هو أن نعود كويتيين وبس!

زاوية الكتاب

كتب 903 مشاهدات 0


القبس

شريان الحياة

إقبال الأحمد

 

في عام 2008 كتبت مقالا لم يدو مثله اي مقال لي بعد نشره... وكان بعنوان «هدف سني بتمريرة شيعية».. الذي نقلت فيه ما كتب عن عصرنا الذهبي عندما كان الكويتي كويتيا اولا واخيرا من دون ان يقسم الى هذا وذاك.

وكانت جملة «كنا اسياد الرياضة لمّا سجل فيصل الدخيل هدفا في كأس العالم من خلال تمريرة من عبدالله البلوشي الشيعي... وسجل هذا الهدف باسم الكويت..» هي التي اقتبست منها عنوان المقال... فقدت الكويت قبل ايام ابنا بارا لها، عرفته كحارس مرمى شباك فريق منتخب الكويت لاعوام طويلة، وسمير سعيد ظلت حالته حرجة لايام بعد اصابته بحادث مروري... مما استدعى حاجته لنقل دم... وبعد ان عرف الناس الموضوع تزاحموا الى بنك الدم لانقاذ ابن الكويت من دون ان يلتفتوا الى اصوله ومذهبه... وكان الدم المأخوذ سنيا وشيعيا وبدويا وحضريا... كلها اختلطت داخل شرايين سمير سعيد.. قبل ان يتوفاه الله برحمته.

تلك الفكرة التي اقتبستها من تعليق رائع لاحد القراء مشكورا.. ومنها اقول ان ما سينقذ الكويت من الحال التي نئن منها كلنا اليوم هو ان نعود كويتيين وبس... كويتيين فقط... كويتيين لا غير... كويتيين ولا شيء آخر.... ان نعود عظماء كما كنا في افضل عصورنا فى كل شيء.. الشعر والموسيقى والمسرح والادب.. والسياسة والاقتصاد.. عندما نعود كويتيين وبس..

عندما غرست الابرة في شريان سمير سعيد، رحمه الله، اندفع الدم الكويتي الخالص من دون ان يمنع هذا التدفق هوية او طائفة او قبيلة او اسم المتبرع... فجموع المتبرعين من كل اطياف المجتمع الكويتي وكل اصوله ومذاهبه الذين احبوا هذا الانسان وحاولوا انقاذه... يعرفون جيدا ان سمير سعيد ما هو الا علامة من علامات المجتمع الكويتي الذي لا يمكن ان تقوم له قائمة الا بهذا التمازج وهذا التنوع.

نعم مات سمير سعيد، ولكنه مات بعد ان غسل الدم الكويتي بكل اطيافه شرايينه، وبعد ان اعلن وهو على فراش الموت ان الانسان يموت وتبقى الكويت بكل اهلها هي الباقية والدائمة والمنتصرة.

هذا التشكيل والتمازج في المجتمع الكويتي هما اللذان يصبان في نهر واحد.. يشرب منه ويرتوي كل عطشى الكويت.. وتسقى منه كل جذور الحياة على هذه الارض.. فلا يمكن ومن المستحيل ان يتفرق الماء الى جداول حسب نوع الشجرة وجذورها وثمرها.

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك