'لا تقرأ'.. حسن كرم متحدثاً عن الحكومة

زاوية الكتاب

كتب 972 مشاهدات 0


الوطن

سمو الرئيس... اقضب وزرائك!!

حسن علي كرم

 

حسب بعض الصحف اليومية فإن وزير الاسكان (الوزير المحلل) شعيب المويزري عيّن منذ توليه المنصب سبعين موظفا جديدا في الوزارة دون الحاجة الى خدماتهم وان سبعة من هؤلاء عينّهم الوزير في مكتبه ويحدثني صديق موثوق ان وزير التربية والتعليم العالي نايف الحجرف على طريقة زميله وزير الاسكان عين في وزارة التربية رقما مقاربا لما عينه الوزير المويزري وبعضهم عينه في مكتبه، غير ان الفرق ما بين الوزيرين ان الذين عينهم الوزير الحجرف خليجيون واما ما يحدث في وزارة النفط والمؤسسات النفطية فلا يحتاج منا الى التوضيح لأن الصحافة اليومية تقوم بواجبها في كشف فضائح التعيينات.
الذي نعرفه ان التوظيف في وزارات ومؤسسات الدولة، يتم عن طريق ديوان الخدمة المدنية، وان هناك عشرات الآلاف من طلبات التوظيف من الكويتيين مركونة لدى الديوان لعدم وجود شواغر ولعدم حاجة الوزارات للمزيد من الموظفين، وان مخرجات التعليم تقذف بعشرات الآلاف من الشباب من الجنسين في كل عام الى سوق العمل دون ان يكون هناك مصادر لاستيعاب هؤلاء الشباب في العمل وايضا لكفاية الوزارات ومؤسسات الدولة اعداد موظفيها.. السؤال هنا، فإذا كان ديوان الخدمة المدنية مرجعية التعيين المعتمد لدى الحكومة فما مبرر الاستثناءات الممنوحة للوزراء لتوظيف ما شاؤوا وما رغبوا، أليس هذا الاستثناء الممنوح للوزارة بمثابة خرق واسع لتعيين المقربين والاحباب وابناء العمومة وتمرير الواسطات؟ ثم هل وزاراتنا بحاجة للمزيد من الموظفين وهناك فائض من اعداد الموظفين الذين لا حاجة لهم ولا تستوعبهم الوزارات ويقبضون رواتب مجزية دون ان يؤدوا في المقابل خدمة وظيفية.. والسؤال الاهم اذا كان من مسؤوليات الدولة توفير العمل للمواطن، فهل من مسؤوليات الحكومة توظيف وافدين في الدوائر الحكومية؟ وهل الوظائف والخدمات التي يقوم بها الموظف الوافد عاجز عن القيام بها الموظف الكويتي خصوصا ان غالبية هذه الوظائف ادارية مكتبية ممكن لأي موظف عادي ان يقوم بها، اقول ذلك وفي قلبي وقلب كل مواطن يتألم لاحوال البلد غصة بل غصات اى ما آلت اليه الامور، في بلد يرسخ فيه بعض المنتفعين والمتمصلحين ثقافة الفوضى وغياب النظام..!!
الحكومة لا تقرأ، وهي مقولة مؤكدة، فلو تقرأ ربع ربع ما يكتب وينشر في الصحف لاستدركت الكثير من الاخطاء والمثالب التي تحدث في الوزارات ومؤسسات الدولة، والواقع لا نطلب من رئيس الوزراء ان يتفرغ لقراءة الصحف و(يفلفل) كل صفحات الصحف وكل الاخبار والمقالات والتعليقات وصفحات الشكاوى وقضايا الناس، فليس هذا من شأن رئيس الوزراء ولكن يفترض ان هناك جهات معنية بمتابعة الصحافة وما ينشر فيها سواء في ديوان رئيس الوزراء أو في الجهات الحكومية الاخرى، فهل هناك متابعة دائمة ودقيقة لما تنشره الصحف، انا شخصيا اشك، والمسؤولية طبقا ليس على هؤلاء الموظفين المعينين لتلك المسؤولية بقدر ما يقع اللوم على الوزراء والوكلاء الذين لا يحاسبونهم على تقاعسهم واهمالهم على متابعة الصحف.
يكتب زميلنا الكاتب في جريدة القبس د.ناجي سعود الزيد في زاويته اليومية «الله بالخير والنور» مقالة تحت عنوان (يكفينا اهانات) حيث ينقل معاناة المواطن الكويتي حيال ما يلاقيه من الموظفين الوافدين في وزارات الدولة، وانا هنا اقتطف بعض الفقرات من تلك المقالة لما تعكس من صورة مؤلمة ومؤسفة يقول الزميل الزيد «الكويتي البسيط اصبح يهان حتى من بعض غير الكويتيين الذين يملأ قلوبهم الحسد والحقد، الهندي يخانقك البنغالي يحاكيك «بنزر» والعربي ينفت عليك وكأنه يملك الحق ولو كنت من ابناء جلدته لسخر الخدمات كلها لك. ولكن لأنك كويتي يتعمد اهانتك ليشعر هو بالرضا وبأنه اهم منك».
ويتساءل الزميل الزيد قائلا: «هل يعلم رؤساء هؤلاء الموظفين بما يحدث للمواطن الكويتي؟ وان كانوا لا يعلمون فهذه طامة كبرى وان كانوا على علم بذلك فهذه أم الطامات كلها، فكيف يسكتون عن اهانة المواطن وترك الحبل على الغارب ليُعزز ويكرم الوافد ويهان ويتبهدل ابن البلد..؟!!».
فيا سمو الرئيس. اقضب وزراءك واسحب منهم حتى «الاستثناءات» التي يستغلونها في غير مكانها الصحيح، وحاسبهم على التوظيفات والتعيينات غير المستحقة وغير الضرورية ولا سيما توظيفات غير الكويتيين.
يا سمو الرئيس اضرب على يد الفوضى وعدم الانضباط الضارب اطنابه في الوزارات والدوائر والمؤسسات الحكومية التي سموكم مسؤول عنها مسؤولية مباشرة ودستورية..!!
وفقكم الله في مسؤولياتكم الجسيمة وسخر لكم من البطانة المخلصة.

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك