'محروم'.. الدعيج متحدثاً عن التيار المتقدم والناهض في الكويت

زاوية الكتاب

كتب 735 مشاهدات 0


القبس

حتى النقاط...

عبد اللطيف الدعيج

 

مقال الخميس الماضي ربما لم يكن مقنعا، او بالاحرى لم تكن واضحة فكرته للآخرين. ويرجع هذا الى ان المقال لم ينشر مع الاسف بصورته الحقيقية او بالطريقة التي من المفروض ان يتلقاها القارئ. كما كتبت في المقال وفي غيره، فان حرية التعبير مصادرة في الكويت، وانه عندما يكون الرأي في الشأن الاجتماعي فان هذا الرأي يصبح مقيدا وخاضعا لنزوات ومعتقدات من لا يؤمن بالديموقراطية ولا يعترف بحق الآخر في التواجد ناهيك عن المنافسة والصراع المتكافئ.

اعترضت في المقال على تغليظ عقوبة الرأي الى الاعدام ان تم المساس بالذات الالهية او النبوية. وتساءلت عن كيفية المساس بالذات الالهية، وكيف للقاضي ان يتلمس آثار وتبعات جريمة عليه ان يأمر بازهاق روح مرتكبها. ولان التساؤل او النقاش المباشر في هذه المسألة يوقع القائم به في المحظور، والمحظور هنا هو عقوبات المادة 19 من قانون المطبوعات، فقد اضطررت الى وضع نقاط بدلا من الكلمات تحاشيا لمخالفة المادة 19 من القانون سيئ الذكر.

القبس .. من الحرص والتحوّط... حتى النقاط حذفتهم. (عسى ما يحذفون هالنقاط بعد).! وطبعا تم حذف جمل اساسية من المقال. المقال طبعا فقد بعضا من قيمته وتأثيره، وهذا يدل على مدى الانحياز الذي توفره القوانين وحتى العادات والموروث لمصلحة «الدقات» القديمة ورؤاها غير العصرية. لكن ظل الى حد ما مقروءا وناقلا للفكرة والموقف.

هذا ما حدث ويحدث، التيار المتقدم والناهض، محروم، بل ممنوع من التعبير عن رأيه او الترويج لافكاره ونظرته الى الامور، بينما تيار الامس والجمود والتخلف يتمتع بالحصانة والمناعة من النقد في الوقت الذي تتوافر له كل الوسائل والطرق ليس لعرض وجهة نظره وحسب، ولكن لسب وشتم وتصغير الطرف الآخر وتحقيره ايضا.

مع هذا يأتي في النهاية ابن ستين.... ويعاير التيار المتقدم بالخسائر السياسية وبتقدم التيار الديني عليه في الانتخابات وفي كسب الجولات او قلوب وعقول الناس. ويأتي ايضا الكثير من المغفلين في الصف الوطني ليطرح اهمية الدائرة الواحدة وضرورة اقرار الاحزاب واطلاق حرية العمل السياسي تحت هذه الظروف والامتيازات التي يتمتع بها التيار الديني وحده.

 

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك