لا يحق لـ'العبد الله' أن يحدد لنا معنى تغيير النهج.. ناصر العبدلي مستنكراً

زاوية الكتاب

كتب 948 مشاهدات 0


الكويتية

ما يستجد من أعمال  /  لا يا بو عبد الله!

ناصر العبدلي

 

الشيخ محمد عبدالله المبارك، وزير الإعلام، اعتبر بعد جلسة مناقشة الاستجواب الموجه له من النائب حسين القلاف، أن صعوده للمنصة والرد على محاور ذلك الاستجواب «تغيير» في النهج، ويبدو لي أنه يقصد نهج حكومات الشيخ ناصر المحمد، غير أنني لم أستطع هضم تلك العبارة، ربما لأنها عسيرة فعلا على الهضم.
يحق للشيخ المبارك أن ينتشي مما يعتقد أنه انتصار تحقق على يديه في جلسة الاستجواب، وأن تطبل له بعض الصحف، التي طالما انتقدت التطبيل للشيخ ناصر المحمد، لكن لا يحق له أن يحدد لنا ما معنى تغيير النهج، الذي طالما طالبنا به مدخلا لتطوير الساحة السياسية والبرلمانية في البلاد، والأدهى أن يختزل ذلك الشعار في بضع كلمات ليس لها أرجل، لكي تقف عليها، فالحقيقة غير ما قاله.
النهج الذي رفضناه دائما، وسنرفضه مستقبلا، هو الإصرار على إبقاء أجواء الجمود، رغم كل ذلك التطور الذي أصاب كل من حولنا، والتهرب من عدم إعادة النظر في التحالفات البالية التي لم يؤد التشبث بها إلا لمزيد من الألم للمواطن البسيط، وإيقاف مسارات التنمية القائمة على العدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص.
الكويت لم تعد تلك القرى البسيطة المفعمة بأجواء البساطة، والتي يمكن حل كل مشاكلها من خلال «لعق» أنوف الآخرين، أو من خلال ترضية هنا أو ترضية هناك، بل امتلأت حبالها بمئات العقد التي يمكن التوقف عند كل منها عقدا من الزمن، ومع ذلك ربما لا نستطيع حلها، ولعل أكثرها إنهاكا لنا هو إيجاد هوية وطنية واحدة يمكن أن يلتف حولها الجميع.
النهج الذي نتحدث عنه ليس بالبساطة التي تتصورها يابوعبدالله، واختزلته ربما من دون قصد في بضع كلمات، بل هو أكثر عمقا، ويكاد يصل إلى جذور تلك الطروحات الجامدة التي يلفها البعض بلفائف القدسية، رغم أنها ليست كذلك ورؤيته متجسدا على أرض الواقع، ليس سوى مسألة وقت، وعندها سنشير إليه بأصابعنا، لكي تراه جيدا.

الكويتية

تعليقات

اكتب تعليقك