عروب الرفاعي تكتب: هذه نصائحي للأغلبية!

زاوية الكتاب

كتب 1058 مشاهدات 0


الأنباء

خواطر نسائية  /  إضاءات للأغلبية النيابية

عروب السيد يوسف الرفاعي

 

من خلال متابعتي لنشاط الأغلبية في مجلس الأمة، أود أن أتوجه إليها ببعض النقاط التي أراها مهمة لإدارة العمل النيابي بكفاءة. من تلك النقاط أن تتذكر الأغلبية أن هناك آخرين فاعلين في الساحة، ومن الحكمة ان يحصل هؤلاء على فرصة للحركة وألا تستأثر الأغلبية بكل الساحة دونهم. فحرمان الآخر من العمل والإنجاز يحوله إلى خصم، ثم إن لكل تيار نقاط قوته، وإذا أحسن توظيف تلك النقاط فإن ذلك سيصب في مصلحة الكويت عموما.

كذلك من المهم ألا تستغل الأغلبية فوزها لتوظيف مسانديها دون غيرهم في الوظائف والفرص المختلفة، بل تختار الأفضل والأحسن والأجدر للعمل. كذلك لابد للأغلبية من الاعتراف بجهد من سبقها والثناء عليه ونسبة الشيء لأهله. ان الحديث عن السابقين باحترام، والاعتراف بأدوارهم قضية مهمة لغرس الود والمحبة. ومن الضروري هنا تنبيه الأغلبية ألا تستخدم الإسلام في تصنيف الآخرين، بمعنى أن كونهم تيارات إسلامية لا يعني أن سواهم غير مسلم، أو أنه ضد الدين، فنحن في بلد مسلم والكل يعلن فيه حب الدين.

أما في علاقتها مع الجمهور، فعلى الأغلبية أن تتذكر ان الجماهير في عالمنا العربي تنحاز تلقائيا لمن يعادي الحكومة، لكن هذا لا يعني انجراف الأغلبية تحت ضغوط الجماهير، فالنزول للساحات ليس دائما هو الحل الصحيح، والحكومة ليست خصما دائما، بل إن الفساد والتقصير هو الخصم أيا كان موقعه وأفراده. ثم انه يجب على الأغلبية ان تقود الجماهير حين تضع الأولويات لا ان تقودها الجماهير بطلباتها. وان على الأغلبية ان تتذكر انه في السياسة ليس هناك خصم دائم، ففي قضية معينة قد نجد ان تيارا معينا هو الخصم، وفي أخرى نجد ان نفس التيار هو النصير. يجب ان تفهم الجماهير وتتقبل فكرة التعاون مع الآخر حسب الموقف.

ومن النصائح ضرورة تواصل الأكثرية مع المجتمع عبر حديث واضح ورتيب ومستمر تعرض فيه ما لديها من تصورات وخطط، فتتحدث إلى الناس عن المستقبل الذي تأخذهم اليه. ان التصريحات المتناقضة والمتضاربة والمستعجلة وغير المدروسة تضر أكثر من غيرها.

كما ادعو الأغلبية الى ان تستعمل كل وسائل الإدارة الحديثة من تخطيط وتنظيم ودراسة جيدة للمشاريع التي تتقدم بها. من الصعب ان نلوم الحكومة على ضعف انضباطها الإداري والفني بينما الأغلبية لا تستطيع ان تلتزم بذلك، ومن المهم ان تستفيد من المثقفين والمفكرين في البلاد بغض النظر عن تيارهم السياسي. فقبل اقتراح تشريعات للتعليم او الأسرة مثلا ما المانع ان ندعو المهتمين والمتابعين لهذا التخصص في مؤتمر عام علني لنستمع للجميع ويسمعنا الجميع؟

ختاما، ان استقرار الكويت هو هدفنا جميعا، والتنمية والانجاز هما مبتغانا، والوقت يمضي سريعا. نسأل الله أن يجعل وطننا آمنا مستقرا وسائر بلاد المسلمين.

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك