مبارك الهاجري يرى أن الكويت لا ينقصها سوى صدق النوايا!
زاوية الكتابكتب إبريل 4, 2012, 1:10 ص 772 مشاهدات 0
الراي
أوراق وحروف / حسبة.. حسين
مبارك محمد الهاجري
أحد الأصدقاء شطح به خياله، وذهب به بعيدا، حتى كاد أن يهوي به في واد سحيق، أفكاره تتناغم تماما مع كتلة العمل الشعبي، بلغ به التعصب حدا جعله شعبيا أكثر من الكتلة نفسها، الأفكار، والاقتراحات، هي هي، حتى بدأت أشك أنه أحد راسمي سياسة الكتلة، التي لا يؤيدها العبد الفقير من الألف إلى الياء!
الصديق العتيق، حسين، قدم مقترحا خياليا، بل وأبعد من الخيال نفسه، هات ما عندك يا أبا علي، قال، الآن لدينا طفرة مالية ضخمة جدا، وبدلا من دوخة الراس، وكوادر، وقصة طويلة عريضة ليس لها آخر، لم لا يتفق مجلس الأمة مع الحكومة على أن ينال كل مواطن مدخول 3 براميل نفطية يوميا ولمدة شهر فقط، وفي نهاية العام، كهدية سنوية تقدم إلى المواطنين، وهنا استرسل في إيجابيات هذا المقترح وفوائده على عموم المجتمع، حتى خيل إليّ أنه مجتمع ملائكي خال من المشاكل والتناطح في الصغيرة والكبيرة، لا تنقصه سوى مناصفة الإيرادات النفطية دولار للحكومة، ودولار للشعب!
يا أبا علي، كم أنت رائع بأفكارك التي تتمنى الخير للجميع، ولكن، ألم يكن لديك من حل آخر، أو حلول، إن صح القول، تعالج ما يتعرض له المواطنون والمقيمون على حد سواء من تدمير لمدخراتهم المالية على يد غول الغلاء الفاحش والتضخم الرهيب جدا الذي شفط الجيوب، ولم يبق بها سوى رنين المعادن!
هل تعلم يا أبا علي، أن قيمة الدينار الشرائية هي أقل منها في السابق، وأن سبب هذه المعاناة هي تقاعس الحكومات المتعاقبة وتراخيها وعدم وضعها جدولا زمنيا لمعالجة التضخم وزيادة الرواتب مقابل زيادة الأسعار كما هو معمول به في دولة قطر والإمارات العربية المتحدة!
يا أبا علي، دع عنك حسبة البراميل، فهناك الكثير والكثير من القضايا التي إن وجدت طريقها للحل، فستجعل الإنسان الكويتي في نعيم لا يقارن، وهو أمر مرهون بالنوايا الطيبة والمسؤولين الصادقين، إذا قالوا فعلوا دون تردد أو تلكؤ أو مماطلة، فكفانا عجزا عن مسايرة الدول الأخرى، الكويت لا ينقصها شيء سوى صدق النوايا والإخلاص، وأما عدا ذلك، وعود وكلام كثير لا يغني ولا يسمن!
* * *
كتلة العمل الشعبي بصدد تقديم استجواب لوزير المالية، يتضمن العديد من المحاور، تتعلق بتجاوزات مالية وإدارية في مؤسسات تابعة لوزارة المالية، ونحن هنا نطالب ونصّر كمواطنين أن يكون المحور الأول والأهم عن مؤسسة التأمينات الاجتماعية وخسائرها المليارية ومغامراتها المحفوفة بالمخاطر الجسيمة على المال العام، فهل يتحقق هذا المطلب أم سيظل هذا المحور في ذيل محاور الاستجواب لذر الرماد في العيون؟!
تعليقات